● جميلة القاسمي: العضوية الدائمة تكريم دولي لمسيرة الشارقة ومسؤولية لمواصلة نهج المناصرة والتمكين
● سو سوينسون: العضوية تُمنح لمن أحدثوا تأثيراً على الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وأسرهم
الشهادة تجسد اعترافاً عالمياً بمسيرتها وإنجازاتها
منحت منظمة الاحتواء الشامل الدولية الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، رئيس مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، العضوية الفخرية الدائمة، وذلك تقديراً لمساهماتها الجوهرية في الحركة العالمية لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية وتعزيز حقوقهم وأدوار أسرهم في المجتمع.
وتسلّمت الشيخة جميلة القاسمي شهادة العضوية الموقعة من رئيسة المنظمة سو سوينسون ونائب الرئيس لويس غابرييل فياريال، ضمن فعاليات المؤتمر العالمي 2025 "نحن الاحتواء"، التي تنص على الاعتراف بمسيرتها الطويلة وإنجازاتها في هذا المجال.
وتمثل هذه الشهادة تكريماً دولياً رفيع المستوى من قبل المنظمة التي تعد أكبر شبكة عالمية تعنى بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وأسرهم، ما يضع الشيخة جميلة القاسمي في مصاف القيادات العالمية التي أثرت بشكل ملموس في دعم حقوق وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية على مستوى المجتمع الدولي.
نهج قيادة
ووفقاً للشيخة جميلة القاسمي فإن هذا التقدير الدولي هو تكريم لإمارة الشارقة، بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أرسى نهجاً إنسانياً يرتكز على العدالة والشمولية وأولى قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة وحقوقهم كل اهتمامه ورعايته.
وقالت الشيخة جميلة القاسمي: "يشرفني أن أحظى بعضوية دائمة في منظمة الاحتواء الشامل الدولية، هذا الصرح العالمي الذي يمثل صوت الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وأسرهم في مختلف أنحاء العالم، وأعتبر هذا التكريم مسؤولية جديدة أضعها على عاتقي، لمواصلة نهج الاحتواء والدمج والعمل من أجل تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وتمكينهم من المشاركة الكاملة في مجتمعاتهم".
ولفتت رئيس مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية إلى أن هذا التكريم اعتراف بمسيرة المدينة التي تعد منذ تأسيسها منبراً للدمج، وبيتاً رائداً للمعرفة والخدمات المتخصصة، ومركزاً لبناء الشراكات الدولية.
صوت عالمي
قالت سو سوينسون، رئيسة منظمة الاحتواء الشامل الدولية، إن العضوية الفخرية مدى الحياة يتم منحها للأشخاص الذين أحدثوا تأثيراً كبيراً على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية وأسرهم حول العالم، ونحن فخورون بالاعتراف بشخصية تجسد العطاء الذي نراه من حولنا في اجتماعاتنا بالشارقة، وبالتآلف الذي جمعنا معاً".
وأضافت: "إن الشيخة جميلة القاسمي، بصفتها رئيس مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، هي أيضاً عضو مؤسس في منظمة الاحتواء الشامل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولعبت دوراً رئيسياً في جمع الأعضاء في المنطقة، ومثّلت صوتهم في مجلس المنظمة لمدة 12 عاماً. كما كانت القوة الدافعة وراء استضافة أول مؤتمر عالمي لشبكتنا في المنطقة. ويشرفني أن أقدم لها هذا التكريم اعترافاً بتفانيها والأثر الذي تركته"
ويجسد منح الشيخة جميلة القاسمي العضوية الدائمة في منظمة الاحتواء الشامل تتويجاً لمسيرة استثنائية من العطاء، ويضع الشارقة على خريطة العالم كنموذج ملهم للاحتواء والدمج الإنساني.
ويجد أصحاب الخبرة والاختصاص أن هذه العضوية تتيح للشيخة جميلة القاسمي صوتاً معززاً داخل المنظمة الدولية مما سيمكنها من المشاركة الدائمة في صياغة استراتيجياتها وإدخال تجارب الشارقة كمثال يحتذى به.
ومن المتوقع أن تؤثر هذه العضوية في تعزيز التعاون الدولي ونقل الخبرات وتطوير الأطر التشريعية والسياسات الداعمة للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية في المنطقة.
التقاء مسيرة
يعكس هذا التكريم التقاء مسيرة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية برئاسة الشيخة جميلة القاسمي مع المبادئ الأساسية التي تقوم عليها منظمة الاحتواء الشامل الدولية، من خلال مبادراتها ومراكزها التي استفاد منها 3000 من الأشخاص ذوي الإعاقة .
وبينما ينص المبدأ الأول لمنظمة الاحتواء الشامل الدولية على الاعتراف بالأهلية القانونية، فقد أنشأت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وحدة المناصرة الذاتية لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية على المشاركة للمشاركة في المؤتمرات وصنع القرار، كما استضافت قمة المناصرين الذاتيين تحت عنوان (خطوة واحدة أقرب) عام 2019 بمشاركة ممثلين من 13 دولة عربية.
وفي الوقت الذي تتبنى فيه المنظمة الدولية مبدأ التعليم الدامج فقد وصل عدد المستفيدين بخدمة الفصول التعليمية والإرشاد الأسري بالمراكز والفروع التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية إلى 1307 مستفيداً.
وأسست مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية 13 مدرسة ومركزاً تعليمياً، بالإضافة إلى ثلاثة مراكز في فروع المدينة تقدم خدمات الدمج لـ 705 طالباً، كما تعقد شراكات مع وزارة التربية والتعليم الإمارات لتطبيق نموذج التعليم الدامج في المدارس الحكومية وبرامج إعداد المعلمين.
ويلتقي مبدأ منظمة الاحتواء الشامل "العيش المستقل والمشاركة المجتمعية" مع العديد من مبادرات مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التي تتبنى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وتتيح المشاركة الكاملة في الرياضة والثقافة والفنون والعمل المجتمعي، وكذلك تبني مراكز متخصصة منها مركز الفن للجميع فلج الذي تأسس في العام 2017 للتعبير والإبداع، ومخيم الأمل الذي تأسس في العام 1986 فضلاً عن إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في الفعاليات الوطنية مثل أيام الشارقة التراثية.
وتولي مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التوظيف والتمكين للأشخاص ذوي الإعاقة، وتم توظيف 65 موظفاً منهم في المدينة من بين 754 موظفاً وإطلاق الملتقى الدولي للتوظيف الدامج (2023)، إضافة إلى مبادرات تطوير برامج التأهيل المهني ودعم ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة لدعم ذوي الإعاقة في تأسيس مشاريعهم التجارية.
ووفق المبدأ الخامس لمنظمة الاحتواء الشامل الدولية فإن لدعم الأسرة أولوية في الشارقة، إذ تم تأسيس جمعية أولياء أمور المعاقين لتفعيل دور الأسرة في التعليم والتأهيل، وتوفير برامج تدريبية وإرشادية تمكّن الأسر من المشاركة في صياغة الخطط التعليمية لأبنائهم.
مسيرة عطاء
كرّست الشيخة جميلة القاسمي حياتها العملية منذ انضمامها عام 1983 إلى مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، لتقود مسيرة تحوّل جعلت من المدينة مؤسسة رائدة على المستويين الإقليمي والدولي.
وقادت الشيخة جميلة القاسمي جهوداً رائدة في التعليم الدامج، التأهيل، التوظيف، والدمج المجتمعي، وأسست مراكز متخصصة لرعاية وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة، كما أسست مبادرات مستدامة عززت الوعي المجتمعي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
امتدت إسهامات الشيخة جميلة القاسمي إلى المحافل الدولية، حيث شغلت عضوية مجلس إدارة منظمة الاحتواء الشامل ممثلة عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للفترة ( 2012 -2024) وأسهمت في تعزيز قضايا الدمج على مستوى السياسات والتشريعات.
لم تقتصر جهود الشيخة جميلة ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على تقديم الخدمات، بل لعبت دوراً بارزاً في إصدار القانون الاتحادي رقم 29 لسنة 2006 بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والمصادقة على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة عام 2009.