تواصل الشارقة استعداداتها لاستضافة "المؤتمر العالمي 2025 نحن الاحتواء"، الذي يعقد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك بتنظيم من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، خلال الفترة من 15 حتى 17 سبتمبر المقبل، في مركز إكسبو الشارقة، بشراكة استراتيجية مع منظمة الاحتواء الشامل الدولية، وبدعم من شركاء المدينة الاستراتيجيين.

ويضم برنامج المؤتمر الرسمي 83 جلسة عمل موزّعة على مدى ثلاثة أيام، إضافة إلى فعاليات محورية تسبق الافتتاح الرسمي، تشمل قمة المناصرين الذاتيين بمشاركة 280 مناصرًا من مختلف الدول بتاريخ 14 سبتمبر، وقمة الأسر التي تجمع 140 أسرة من أسر الأشخاص ذوي الإعاقة في اليوم ذاته، وذلك بحضور عدد من أصحاب السعادة وكبار الشخصيات.


ويعد المؤتمر الحدث الأبرز لمنظمة الاحتواء الشامل الدولية، ويُعقد مرة كل أربع سنوات منذ عام 1963، حيث تنقّل في محطاته السابقة بين المملكة المتحدة، والمكسيك، وأستراليا، وكينيا، ويحلّ اليوم في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، مما يعكس ثقة المجتمع الدولي بالدور الريادي الذي تضطلع به الإمارة في دعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة.


"نحن الاحتواء" يرسخ العمل الجماعي

ويستقطب المؤتمر هذا العام مشاركة واسعة من القارات الخمس، تمثل منظمات المناصرة الذاتية، ومنظمات الأسر، ومقدمي الخدمات الصحية والتعليمية، والمؤسسات الاجتماعية، والشركات الدامجة، والمنظمات التنموية، إلى جانب قادة حكوميين وخبراء سياسات من أنحاء العالم.


ويُبرز شعار المؤتمر "نحن الاحتواء" روح العمل الجماعي، إذ يتيح المؤتمر للمناصِرين الذاتيين، وهم الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية الذين يتحدثون عن حقوقهم بأنفسهم، ليكونوا في صدارة الجلسات والنقاشات، ويعبّروا عن تجاربهم وتطلعاتهم مباشرة أمام صانعي القرار؛ إذ تعمل منظمات المناصرة الذاتية على تمكين هذه الفئة لضمان سماع صوتها بوضوح.


قالت سـو سوينسون، رئيس منظمة الاحتواء الشامل الدولية، إنّ انعقاد المؤتمر العالمي الثامن عشر للمنظمة في إمارة الشارقة، يُمثّل محطة مفصلية في مسيرة العمل من أجل دمج الأشخاص ذوي الإعاقة، لكونه يُعقد للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالشراكة مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.


وأوضحت سوينسون أن هذه الشراكة تجسّد نموذجًا فاعلاً لما يمكن تحقيقه عندما تتكامل الجهود الإقليمية مع الحركة العالمية، تحت راية هدف مشترك يتمثل في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان مشاركتهم الكاملة في مجتمعاتهم.

وأشارت إلى أن "الأشخاص ذوي الإعاقة، إلى جانب أسرهم والمنظمات المعنية، يقودون هذه المسيرة نحو إحداث تغيير فعلي ومستدام يحوّل مفهوم الدمج من مجرد فكرة إلى واقع ملموس."



أصوات مسموعة وقرارات عملية

ويركّز المؤتمر على عدة محاور تتعلق بتنظيم وتفعيل جهود المناصرة الذاتية، وتدريب المناصرين على مهارات التواصل والتأثير، وبناء الوعي داخل الأسر، ونقل أصوات المشاركين إلى صناع القرار، فضلاً عن دعمهم في أوقات الأزمات الصحية والطبيعية والحروب، وتعزيز الصحة النفسية، والبحث في مصير الأشخاص ذوي الإعاقة بعد وفاة الوالدين، إضافة إلى دعم تنفيذ الاتفاقيات الدولية ذات الصلة.


ويعزز المؤتمر المكانة العالمية لإمارة الشارقة بمناصرة ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، والأشخاص من ذوي الإعاقة بشكل عام، وإبراز جهودها في التأثير الإنساني والحقوقي، ويجسد انطلاقة لمرحلة جديدة من العمل الدولي المشترك من أجل تمكين هذه الفئة المهمة من المجتمعات ، وتوسيع مفهوم الاحتواء ليشمل كافة أبعاد الحياة الاجتماعية.


200 منظمة عضو من 115 دولة

وتضم منظمة الاحتواء الشامل الدولية أكثر من 200 منظمة عضو من 115 دولة، موزّعة على خمس مناطق رئيسية تشمل: الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (8 دول – 11 مؤسسة)، أوروبا (16 دولة – 20 مؤسسة)، إفريقيا (14 دولة – 19 مؤسسة)، الأمريكتين (16 دولة – 34 مؤسسة)، آسيا والمحيط الهادئ (10 دول – 23 مؤسسة). وتُعد المنظمة الممثل الرسمي للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وعائلاتهم أمام الأمم المتحدة والمحافل العالمية.


وإلى جانب كونه منصة لتبادل التجارب والسياسات، فإن المؤتمر يهدف إلى تسليط الضوء على نجاحات شبكة الاحتواء الشامل الدولية خلال العقود الماضية، مثل اعتماد اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة عام 2006، وتبنّي أهداف التنمية المستدامة في 2015، ونجاح أعضائها في تعديل القوانين الوطنية في بلدانهم لصالح الأشخاص ذوي الإعاقة. وهو ما يجعل المؤتمر خطوة جديدة نحو تحقيق الرؤية العالمية لمجتمعات دامجة ومنصفة.


وتدعو مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية جميع الجهات المعنية، من مؤسسات حكومية وخاصة، ومنظمات المجتمع المدني، والمراكز الأكاديمية، وأولياء الأمور، والمختصين، للمشاركة الفاعلة في هذا الحدث العالمي، والتفاعل مع محاوره وتوصياته، المستندة إلى مبادئ العدالة والمساواة وحقوق الإنسان.