●فاهم القاسمي: ترسخت ثقافة الدبلوماسية في هويتنا كإماراتيين وما دمنا نحافظ على جوهر ثقافتنا الدبلوماسية كدولة سنبقى مركزاً يجتمع فيه قادة العالم لمناقشة أبرز التحديات

●سفيرة فنلندا في الإمارات والبحرين: التعاون المشترك بين السلطات والمواطنين هي الأساس الذي يقوم عليه الأمن الشامل




أكد الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، أن الدائرة تبذل جهوداً متواصلة منذ العام 2018 لتعزيز التعاون مع الدوائر والجهات في مدينة هلسنكي الفنلندية، لا سيما في مجال الأمن وسلامة الطفل، مشيراً إلى أهمية العمل المشترك والتعاون مع مختلف الدوائر في حكومة الشارقة ومع الشركاء الدوليين في الحكومات والقطاع الخاص لبحث قضايا مثل الأمن المائي، والأمن الزراعي وكيفية بنائه بشكل مستدام، وسبل تطوير أساليب الشرطة الحديثة، وضمان وصول التعليم إلى الجميع.


جاء ذلك في جلسة بعنوان "منظور فنلندا للأمن الشامل: الأمن الغذائي وعلاقته بالمياه والمناخ"، نظمتها دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة خلال فعاليات اليوم الأول من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2025، استضافت سعادة تولا يريولا، سفيرة فنلندا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، وأدارتها سالي موسى، مقدمة برامج في فوربس الشرق الأوسط.


وقال الشيخ فاهم القاسمي: "لا يعمل السياسيون في فضاء مختلف عن حياة المواطن اليومية، فما يرغبون به كمقيمين أو مواطنين في الشارقة هو نفسه ما يوجد على قائمة أولوياتنا؛ السكن، الرعاية الصحية، التعليم، والحصول على غذاء صحي عالي الجودة. ولهذا فإن نقاشات المنتدى اليوم تدور حول كيفية إيصال هذه الاحتياجات من الحكومة إلى السكان، واستقبال ملاحظاتهم لتضمينها في السياسات العامة".


وأكد الشيخ فاهم القاسمي الحاجة إلى تعزيز الدبلوماسية والتعاون وبناء جسور التواصل مع العالم، وقال: "في عام 1971، وُجّهت دعوة إلى سبعة حكام لتأسيس دولة، لم تنشأ عبر الاستقلال أو الحروب. ولهذا ترسخت ثقافة الدبلوماسية في هويتنا كإماراتيين، وما دمنا نحافظ على جوهر ثقافتنا الدبلوماسية كدولة، سنبقى مركزاً يجتمع فيه قادة العالم لمناقشة أبرز التحديات".

 

تجربة فنلندا في الأمن الشامل

من جانبها، أشارت سعادة تولا يريولا، سفيرة فنلندا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، إلى أن موضوعات مثل الأمن الغذائي، الصحة العامة، التعليم، الاستدامة البيئية، والاقتصاد الأخضر، تشكل أسس مفهوم الأمن الشامل. وقالت: "نضمن الوظائف الحيوية للمجتمع من خلال التعاون المشترك بين السلطات، ومجتمع الأعمال، والمنظمات، والمواطنين. كما أن الترتيبات والتشريعات هي الأساس الذي يقوم عليه الأمن الشامل".


وأضافت: "المكونات الأساسية للأمن الشامل تتضمن الطاقة، ففي فنلندا، نعمل بجد على توفيرها على الرغم من أننا لا نملك النفط والغاز. أما أمن الغذاء والمياه، فلدينا وفرة من المياه، لكن الأمن الغذائي يمثل لنا تحدياً حقيقياً، إذ إن موسم الزراعة قصير جداً، إضافة إلى احتياجات النقل وأنظمة المعلومات، ولهذا نخصص برامج مختلفة لمواجهة هذه التحديات".


الأمن الغذائي.. الركيزة الأساسية لاستدامة المجتمعات

وفي السياق ذاته، استضاف جناح دائرة العلاقات الحكومية في المنتدى، بالتعاون مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، خطاباً بعنوان «الأمن الغذائي: الركيزة الأساسية لاستدامة المجتمعات»، قدمه ماجد سلطان الزعابي، أخصائي الشراكات في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، الجهة المعنية بملف الأمن الغذائي في دولة الإمارات وتنفيذ مشاريعه ومبادراته عبر ثلاثة محاور رئيسية: الأمن الغذائي، الأمن الحيواني، والاستدامة الزراعية.

واستعرض الزعابي ملامح استراتيجية الهيئة خلال السنوات الخمس الماضية، موضحاً أنها اعتمدت على عشرة برامج رئيسية تضمنت 74 مبادرة محلية ووطنية، شملت مشاريع وأنشطة وشراكات مع مؤسسات مختلفة. وأكد أن نشر الوعي بين أفراد المجتمع، وخصوصاً الأطفال، يعد عنصراً أساسياً في عمل الهيئة، لذلك أبرمت شراكات مع منصات مثل «كيدزانيا» و«سبيستون» لتعزيز الثقافة الغذائية لدى الأجيال الناشئة.

وأضاف أن مبادرات الهيئة تشمل «جائزة سمو الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي»، التي تهدف إلى دعم وتطوير القطاع الزراعي وتمكين المزارعين ومربي الثروة الحيوانية والشباب والمؤثرين في مختلف أنحاء الدولة. كما تتضمن «الأسبوع العالمي للغذاء» المزمع تنظيمه خلال الفترة من 21 إلى 23 أكتوبر المقبل، كمنصة لتعزيز الحوار وتبادل الخبرات حول قضايا الأمن الغذائي.