وبدعمٍ لا محدود من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ورئيس جامعة الشارقة ، وبتصويت دولي، وإجماعٍ كامل من دولٍ عريقة في تأسيس الاتحاد والمشاركات العالمية في علوم الفضاء والفلك، دلفت دولة الإمارات إلى عضوية الاتحاد الفلكي العالمي، بثقةٍ وهمةٍ عالية، ليُمثل هذا الانتخاب استفتاء عالمياً على المكانة العلمية التي تستحقها الشارقة، وتعمل لها وفق برامج مدروسة وممهنجة ومخطط لها بخبراتٍ كبيرة، تتوزع وتتكامل في مجالات العلم والمعرفة، وكل ما يسهم في بناء مجتمعٍ معرفيٍ محصّن بحب العلم، ويعمل لمستقبل مستدام لمجتمعه ووطنه.
ويمثل الفوز الدولي المستحق إحصاءً جديداً لما تمتلكه دولة الإمارات العربية المتحدة من العديد من المؤسسات التي تعمل في مجال الفضاء والفلك، والبرامج الطموحة التي تستشرف المستقبل القريب والبعيد، يتكامل مع ما تقوده الدولة من نهضةً تنموية وعلمية وعملية في مختلف المجالات، يقف العلم على رأس قائمتها، موجهاً وقائداً لبرامج مستقبلية طموحة، تستهدف تطوير قدرات الإنسان، وتجاربه، وتحويل أحلامه إلى حقائق ملموسة يكون فيها خير المجتمع هو نقطة الوصول، والمعرفة اللانهائية هي الطريق، وشباب الوطن هم القادة.
ويقف مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك بجامعة الشارقة كأحد المراكز المتخصصة والحديثة الذي أنشئ في عام 2015 بتوجيهات من صاحب السمو حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة كتتويج لفعاليات الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية، ليكون معلماً رئيساً للدراسات والأبحاث علوم الفضاء والفلك.
ويهدف المركز إلى تطوير وتعميم العلوم والثقافة الفلكية والفضائية في الوطن العربي عامة وفي دولة الإمارات العربية المتحدة خاصة، ليكون مركزاً علمياً وبحثياً وتدريبياً وتراثياً وتربوياً وسياحياً لمختلف الفئات والأعمار من طلبة المدارس والجامعات والباحثين والعائلات.
ويضم المركز إلى جانب المختبرات البحثية العديد من الأقسام أهمها القبة الفلكية، ومعرض الفلك، ومعرض الفضاء، ومعرض الكون في القرآن الكريم، والمرصد الفلكي، والحديقة الكونية، كما يتوفر في المركز محلات ومعارض لبيع الهدايا العلمية والفلكية.
ويعمل المركز وفق رؤية تستهدف بناء مركز وطني ذي مكانة مرموقة في مجالات علم الفلك وعلوم الفضاء. ويهدف إلى تطوير وتعزيز التثقيف في مجالات علم الفلك وعلوم الفضاء في العالم العربي والإمارات بصفة خاصة، ليكون مركزاً مكرساً للتعليم والتكنولوجيا والعلوم والبحوث العلمية الرصينة والتراث الإسلامي، ويكون مفتوحاً للمعلمين وطلبة المدارس والجامعات والباحثين وكافة أفراد العائلة من جميع الفئات العمرية.
تطوير المجتمع
ويقول الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، ورئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك في تقرير خاص للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة: "جاء إنشاء مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك بتوجيهات مباشرة من صاحب السمو حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة، حيث يوجهنا سموه دائماً بالمشاركة والدخول في مجالات التقنيات الحديثة، مع أهمية ربط الماضي بالمعاصرة، وإحياء التراث الفلكي العربي، إلى جانب تأكيد سموه الدائم لنا بأن نعمل على تخريج طلبة من العلماء والباحثين القادرين على المشاركة في التنمية وتطوير المجتمع، وهذا هو الهدف الرئيس لفكرة سموه عن التعليم وبالتالي تم توجيهنا بإنشاء المركز، وطرح البرامج الفلكية والفضائية، إلى جانب توجيهات سموه المباشرة قبل عام من الآن بأن نتقدم لعضوية الاتحاد الفلكي الدولي لتكون دولة الإمارات العربية المتحدة عضواً فيه، وهو ما تحقق بالفعل بفضل الله تعالى.
فوز مستحق
وعن أهمية الفوز بعضوية الاتحاد الفلكي الدولي، يقول الدكتور النعيمي: " الانضمام إلى عضوية هذا الاتحاد العريق والمتخصص ليست عملية سهلة، وبها اشتراطات كثيرة، منها: عدد المؤسسات العلمية الفلكية، والمراصد الفضائية الفلكية الموجودة بالدولة التي تسعى لنيل العضوية، ونشاط هذه المؤسسات والمراصد، وعدد علماء الفلك من الحاصلين على درجة الدكتوراه في العلوم والفيزياء الفلكية، وبالتالي عند التقدم لنيل العضوية لا بد أن تكون للدولة المتقدمة بهذا الطلب خلفية ونشاط فلكي كبير وواسع يؤهلها لذلك.
ونحن عملنا، بتوجيه وأوامر مباشرة من صاحب السمو حاكم الشارقة على التقدم لنيل العضوية، وعليه، بدأنا بالتهيئة بالعديد من الوثائق والإحصائيات المتخصصة والدقيقة لجميع الأنشطة الفلكية، ومؤسساتها، وتقدمنا بالمقترح إلى الأمانة العامة للاتحاد الفلكي الدولي عن طريق أمينها العام البروفيسور بييرو بينفينوتي الذي درس المقترح، وطلب إدخال عدة تعديلات عليه، وأكملنا ما طُلب منّا، بعدها تم عرض المقترح على المجلس التنفيذي للاتحاد الفلكي الدولي الذي وافق مبدئياً على طلب نيل العضوية، ومن ثمّ تم إحالة المقترح إلى الهيئة العامة للاتحاد والمؤلفة من 92 دولة، حيث تم عرض المقترح على هامش المؤتمر الثلاثين للاتحاد الفلكي الدولي الذي عقد في العاصمة النمساوية فيينا، وكانت نتيجة التصويت بالإجماع على الموافقة على منح دولة الإمارات العربية المتحدة عضوية الاتحاد من الفئة الثانية، كما أعلنه صاحب السمو حاكم الشارقة قبل أيام".
عضوية مميزة
وعن مواصفات عضوية الفئة الثانية، يواصل مدير جامعة الشارقة قائلاً:" الفئة الثانية هي صفة عاملة ولها حق التصويت بصوتين على كافة القرارات التي يصدرها الاتحاد الفلكي الدولي، حيث أن هناك دول تكون عضو بالاتحاد بصفة "مراقب"، وبعضها بصفة "مؤقت"، وبعضها من الفئة الأولى، وعلى سبيل المثال، الولايات المتحدة الأمريكية عضويتها من الفئة العاشرة، باعتبارها دولة مؤسسة للاتحاد منذ العام 1919، ولديها حوالي 2700 عالم وباحث فلكي، إلى جانب مؤسساتها العريقة مثل وكالة ناسا للفضاء وغيرها من الجامعات. ومن الدول ذات العضوية بصفة مؤقت: الأوروغواي، وكوستاريكا وبصفة مراقب مثل: المغرب، وسوريا، ومن الفئة الأولى: تركيا، وأرمينيا، والجزائر، والأردن. ومن الفئة الثانية النمسا ومصر وماليزيا.
وبالطبع، فقد شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأعوام الخمسة الماضية نشاطاً كبيراً في تطوير مجالات الفضاء والفلك، على وجه الخصوص، ولوجود مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، إلى جانب البرامج المستقبلية لجامعة الشارقة مثل درجة الماجستير في علوم الفضاء والفلك، ولقوة الجامعة، فضلاً عن قوة المؤسسات الأخرى بالدولة، تم منح العضوية من الفئة الثانية مباشرة".
وعن الفوائد المتوقعة ونظام العمل بالمركز بالتزامن مع هذا الاستحقاق العالمي، يشرح الدكتور النعيمي قائلاً:" هذا الفوز العالمي يعني أنه بإمكان العلماء الفلكيين من الشباب في الدولة أن يصبحوا أعضاء في الاتحاد الفلكي الدولي، وكذلك كافة العلماء والمتخصصين في الفلك، ومركز الشارقة لعلوم الفضاء و الفلك ، وجامعة الشارقة بإمكانهم المشاركة في أي نشاط يقوم به الاتحاد الفلكي الدولي، وخاصة الاجتماع السنوي العام الذي يتم عقده كل عام في دولة. كما ستكون دولة الإمارات قادرة على استضافة أي نشاط للاتحاد الفلكي الدولي، أو المشاركة فيه خارج الدولة، إلى جانب الحصول على المنشورات المتخصصة التي يصدرها الاتحاد لعضويته، والدخول فيه والتمثيل في اللجان والهيئات الفرعية التي يكونها الاتحاد، حيث له 35 هيئة متخصصة مثل: الهيئة الدولية للبحث عن الحياة، وهيئة النجوم المتغيرة، وهيئة المجرات، وهيئة الفلكيين الشباب، وهيئة إنشاء مكاتب فلكية في الأقاليم الدولية، وهيئة متابعة التعليم والتعلم في العلوم الفلكية. وهيئة ومكتب التوقيت العلمي ،كما ستشارك دولة الإمارات العربية المتحدة في أي تصويت على القرارات التي يتخذها الاتحاد، حيث أنه المسؤول عن كل الاكتشافات الفلكية الحديثة مثل: تسمية الكواكب، والنجوم، والمشاريع العالمية الجديدة المشتركة مثل إرسال علماء الفلك للفضاء لدراسة الكواكب والنجوم والكون من الفضاء وغيرها. وكلها مشروعات يقررها الاتحاد في اجتماعه السنوي العام.
وعن مردود الفوز بالعضوية العالمية على أعمال وأنشطة مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، يوضح الدكتور حميد مجول النعيمي قائلاً: "بكل تأكيد سيعمل هذا الفوز على تطوير العمل الكبير الذي يقوم به المركز، لأنه سيكون مشاركاً في أغلب مشروعات الاتحاد الفلكي الدولي، وهذا مكسب عالمي كبير، فضلاً عن سمعة المركز والمؤسسات الفلكية في دولة الإمارات العربية المتحدة".
ترقية العضوية
وحول إمكانية ترقية العضوية إلى فئة أعلى، يقول مدير جامعة الشارقة:" نعم بكل تأكيد يمكن ترقية العضوية بناءً على نشاط الدولة، وعلى عدد الفلكيين المؤهلين، ومدى تطوير النشاطات الفلكية، فضلاً عن أن الاتحاد نفسه يهتم بتطوير الشباب، ونشر الثقافة الفلكية بين عامة الناس، والفئات الطلابية في المدارس والجامعات، وبالتالي كلما زاد النشاط الفلكي، ازداد عدد المؤسسات الفلكية، وعدد العلماء، ستتم ترقية الدولة المعنية إلى فئة أعلى. وأنا واثق بأنه وخلال فترة قصيرة بإذن الله تعالى سترتقي عضوية دولة الإمارات العربية المتحدة الى فئة أعلى".
ويعمل مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك على التعاون في العديد من المشروعات مع المؤسسات المحلية والعالمية، وهنا داخل الدولة، يقول الدكتور النعيمي:" لدينا تعاون وثيق مع كافة المؤسسات النظيرة، حيث نحظى بدعم كبير من وكالة الإمارات للفضاء، ولدينا مشروعات فلكية مشتركة، كما نتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء، ومع بعض الجامعات التي لديها اهتمام بالعلوم الفلكية".
ويختتم الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة ورئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك حديثه بالإشارة الى أنشطة البحوث والدراسات التي يقوم بها المركز، قائلاً:" المركز لديه عدد من المشروعات البحثية، وعدد من المختبرات والمجاميع البحثية، وهناك خطة واستراتيجية واضحة في طرح برامج دراسات عليا في مجالات الفضاء والفلك، وهي واحدة من المشروعات العلمية لإنشاء جيل من الشباب يكون شريكاً في تطوير مجالات تكنولوجيا الفضاء والفلك باعتبارها تدخل في مختلف مجالات الحياة، الاجتماعية والاقتصادية والتجارية والطبية والعسكرية والاتصال والصناعة".