وفور وصول صاحب السمو حاكم الشارقة أزاح سموه الستار إيذانا بافتتاح المسجد الذي يحمل مزيج من العمارة الإسلامية الفاطمية والعمارة الإسلامية العثمانية.

واستمع صاحب السمو حاكم الشارقة إلى شرحٍ مفصل عن المسجد ومواصفات بناءه والمرافق الملحقة به، والخدمات المتوفرة به للمصلين، كما تجول سموه في أرجاء المسجد مطلعاً على ما يضمه من خدمات لجميع المصلين، منها المسجد الرئيسي ومصلى النساء والمكتبة، مشاهداً سموه الجوانب الجمالية وتصاميم العمارة الإسلامية التي يحتويها المسجد.

وتفضل سموه بإلقاء كلمة خلال الافتتاح بارك فيها افتتاح مسجد الذيد، مؤكداً سموه أن هذا المسجد بني في هذه المنطقة والذي سيكون خلفه منتزه يضم أدوات اللهو العفيف والتي لا تشغل الناس عن الصلاة والعبادة، وأن تكون مثل الحدائق الأخرى التي تجمع الناس وتقربهم.

ودعا صاحب السمو حاكم الشارقة الآباء والامهات بأن يكونوا عاملاً مساعداً في تعليم الأبناء على الصلاة والالتزام بطاعة الله، في الوقت الذي كثرت فيه الملهيات والألعاب الإلكترونية التي تشغل الأبناء عن الصلاة، مشدداً على ضرورة تنبيههم واستماعهم للأذان والقرآن حتى يتعودوا عليه ويحافظوا على صلاتهم في المسجد، مقتبساً سموه قول الشاعر أبو العلاء المعري "وينشأُ ناشئ الفتيان منا … على ما كان عوده أبوه".

وأوضح سموه بأن بناء المساجد يكون في صالح المجتمع وهدايته، والشارقة تشتهر بالمساجد ولا يكاد يخلو شارع من دون أن يكون به مسجد حتى لا تكون للناس هناك حجة أو عذر إذا فاتتهم الصلاة.

وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أن بناء المكتبات في المساجد تساهم في زيادة المعرفة واكتساب العلم والدين، موضحاً سموه بأن التوجيهات تأتي لتهيئة وتوفير المرافق والبيئة الملائمة والمكان الواسع ليكون جاذباً لكل شخص يطلب العلم والمعرفة، مطالباً الجميع الاستفادة منها، حيث تضم الشارقة عدد 1280 مكتبة على مستوى الإمارة.

وأكد سموه أن المنطقة الوسطى ومدينة الذيد ستشهد العديد من المشاريع التنموية والتطويرية خلال الفترة المقبلة، مشيداً سموه بأهالي مدينة الذيد وتعاونهم ومشاركتهم بتطوير المنطقة، إضافة إلى تمسكهم بإيمانهم وعاداتهم وتقاليدهم.

وخلال الافتتاح قدم أحمد المختار الواعظ في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، موعظة دينية تناول فيها فضل بناء المساجد وعمارتها، وذكرها في القرآن الكريم حيث تعتبر المساجد مكاناً لانشراح القلوب والتقرب إلى الله، مشيراً إلى أن بناء المساجد هو بناء للصلاة والدين، وإقامة الصلاة والمحافظة عليها أحد أسباب الرزق.

وأشاد أحمد المختار بتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة ببناء المساجد على أطراف كل الطرقات في الإمارة، راجياً من المولى عز وجل التوفيق والسداد وأن يحفظ دولة الإمارات وقيادتها ويبارك في خطواتهم التي لها الأثر العظيم مما يعود بالنفع على المجتمع الإسلامي من خلال بناء وعمارة المساجد.

وتبلغ سعة مسجد الذيد الداخلية 1700 مصلٍ ومصلية، وتبلغ مساحته الإجمالية 21994 متراً مربعاً، منها 2386 متراً مربعاً لمساحة المباني الكلية، فيما تم تخصيص مساحة 6800 متر مربع لمواقف المركبات و3100 متر مربع للمساحات الخضراء حول المسجد، كما تستوعب المساحة الداخلية 1500 مصلٍ، بينما يتسع مصلى النساء الداخلي لـ 200 مصلية، ويضم المسجد مكتبة بمساحة 34 متر مربع.

ويتزين المسجد بمنارة طولها 60 متراً، ويتميز بقبة رئيسية بارتفاع 32 متر وعدد 4 قباب صغيرة بارتفاع 25 متر دائرية الشكل موضوعة على قاعدة ثمانية الشكل تعطي المسجد طابعاً هندسياً مميزاً.

حضر افتتاح المسجد بجانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من الشيخ صقر بن محمد القاسمي رئيس مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية، والشيخ عبد الله بن محمد القاسمي مدير الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالشارقة، واللواء سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، المهندس يوسف خميس العثمني رئيس هيئة الطرق والمواصلات في الشارقة، والمهندس صلاح بن بطي المهيري رئيس هيئة تنفيذ المبادرات، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وسعيد سلطان بالجيو السويدي رئيس هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة، وعبدالله خليفة السبوسي رئيس دائرة الشؤون الإسلامية وعدد من المسؤولين ومهندسي المشروع وأعيان المنطقة.