ويروي الفصل الأول من العمل الذي يقدم على مسرح المجاز فاتحة لاحتفالات إمارة الشارقة بنيلها لقب العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019، قصة الأميرة فيروز، ابنة الملكة شهرزاد، والملك شهريار، الفتاة المزنّرة الجمال، والمطرّزة بالحب، صاحبة القلب المعطاء، التي جاءت من مكانها البعيد تلبية لطلب الملكة التي أوصت بإحضار غرض ثمين يحتاج للحصول عليه شخص بقلب مليء بالمحبة مفعم بالجمال، فترشدها إلى أول الطريق، لتذهب الأميرة في رحلة البحث عن هذا الغرض.
تطلب شهرزاد من الأميرة الذهاب إلى قصر مسكون بالعزلة والوحدة، جدرانه يكتنفها الصمت، ملكه يحيا في عتمة أبدية من الحزن، بعد أن فقد الفتاة التي أحبها وأراد الزواج منها عندما سقط عليه سحرٌ أسود جعل محبوبته حبيسة شجرة انفصلت إلى نصفين، توصيها بالدخول إلى حديقة القصر، باحة سحرية، وشجرة سقيت من الدموع، لها جذور تطال كلّ من يقترب ليخلّص الأميرة من براثن السحر، فتذهب الأميرة على إيقاعات الموسيقى الدافئة وبثوبها المطرّز بأقمشة الحرير والذهب لتخلّص الملك مما هو فيه، لتجلب ثمرة الحب، وتعود بها إلى الملكة.
وتدخل الأميرة باحة القصر، ويبدأ سجال الرقص والدهشة عندما تجد الملك جالساً على عرشه، لتأخذ بيده في حركة سحرية أراد لها مخرج الرقصات المنفذ للعمل أن تكون خاطفة وسريعة ومليئة بالحديث، لتبدأ بعدها في إيقاظه مما هو فيه، فتسحبه تارة من يده وأخرى من قدمه إلى أن تبدأ في دقّ قلبه من جديد على إيقاع الكمنجات السريعة، فينتفض ويبدأ سريان الحبّ في قلبه من جديد ليقضي على السحر الأسود ويخلّص محبوبته من هذا الحبس، فتكتشف فيروز بأن الغرض الذي حصلت عليه قارورة حبر.
بعد أن يلتقي الملك محبوبته، يطيران معاً على أجنحة الرقص، معلقين على حبال من الحرير، وعلى إيقاع أغنية "راوي" التي قدمتها بصوتها العذب الفنانة الجزائرية سعاد ماسي، في توليفة ساحرة نجح صنّاع العمل من أن يبهروا الجمهور من خلال الإتقان المتميز للحركات والاحترافية العالية في الأداء، ما حوّل خشبة المسرح إلى عالم من الفنتازية السحرية التي اشتملت على إيقاعات موسيقية وتعبيرات راقصة وإضاءة لعبت دوراً كبيراً في تصوير الأحداث وتجسيد أمكنتها لتمثل بشكلها الواقعي من خيوط الضوء، لتترك مشهداً لا ينسى من الحكايات التي لا تنتهي.
وبني العرض على مشاهد بصرية صاغها 13 فناناً على صعيد مختلف فنون الأداء، والموسيقى، والاكروبات، وفنون الضوء والظل، إذ استطاعت المشاهد أن تسرد في إيقاعين الأول قائم على التعبير الأدائي الحركي المنسجم مع عزف الأوركسترا المكونة من 51عازفاً، والثاني قائم على صوت الراوي في العمل الذي يدفع العرض في منحى الحكاية ويقود أبطاله إلى مغامراتهم.