جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها سموه في الحفل السنوي لرابطة خريجي الجامعة الأميركية في الشارقة مساء أمس الخميس، في الساحة الرئيسية لحرم الجامعة.

 

وكان سموه قد استهل كلمته بالترحيب بالحضور والخريجين، قائلاً لهم// نرحب بكم في جامعتكم ونتمنى في الفترة القادمة أن يكون هناك اتصال مباشر لما ستقدمه الجامعة الأميركية من دراسات عليا، ونكون نحن فخورون أن تكونوا أنتم خريجي الجامعة الأميركية، الطلائع الأولى التي ستغتنم هذه الفرصة، وترفع اسم الجامعة إلى مستويات عليا //.

 

وأضاف سموه قائلاً // نحن متأكدون أنكم فخورون أنكم تنتمون إلى الجامعة الأميركية في الشارقة، ونحن كذلك نفتخر بكم، ونفاخر بكم، ليس من الآن، لأن نجاح هذه الجامعة ليس هو الجهد الذي نقوم به نحن، وليس الجهد الذي يقوم به أساتذتكم، وإدارة الجامعة، ولكن أنتم من صنعتم ذلك، أنتم الذين قبل أن تدخلوا هذه الجامعة، كنتم في مدارسكم مثالاً للطلبة والطالبات الذين واللاتي يتمنى كل واحدٌ منا أن تأتوا إليه، وهنا نحن نلاحظ أن خيرة الطلبة يتسابقون على هذه الجامعة، فالشكر لكم أنتم//.

 

وأضاف سموه مشيراً إلى اهتمام الجامعة الأميركية في الشارقة وحرصها على توفير كافة ما تحتاجه وفق نظامٍ دقيق // هذه الجامعة لها مجلس، وهو ليس كالمجالس الأخرى، وهو يناقش كل صغيرةٍ وكبيرة في الجامعة من المرافق وحتى التخطيط العالي العلمي، كل شيء وكل فئة، وكل نشاط في هذه الجامعة هناك لجنة تقوم على دراسة كل صغيرةٍ وكبيرة //.

 

وأعلن سموه، خلال كلمته، عن اعتماد الخطة الاستراتيجية الطموحة للجامعة الأميركية في الشارقة، قائلاً // في الآونة الأخيرة اعتمد المجلس خطة استراتيجية طموحة وهي تتكون من أربعة بنود.

البند الأول: أن الجامعة تسير في مستوى متميز من مخرجات البرامج الدراسية، وهذا المستوى يجب أن نحافظ عليه على مدّ الأيام.

والبند الثاني: تحقيق الاستدامة لهذه الجامعة من محافظةٍ على مداخل الجامعة وعلى مخارجها، والتعامل العلمي، وكل هذه الأمور تُناقش، ووُضعت لها خطط.

البند الثالث: أن الجامعة لها نشاطٌ غير التدريس، وغير التعليم، وهو التواصل مع المجتمع وعقد اتفاقيات كثيرة مع عدد من المؤسسات.

والبند الرابع في هذه الخطة هو دعم البحث العلمي عن طريق مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار//.

 

ولفت سموه إلى أهمية وفلسفة تواجد مجمع التقنية والتكنولوجيا والابتكار ضمن المدينة الجامعية، موجهاً سموه حديثه إلى الخريجين قائلاً // لو أتيتم بالنهار للاحظتم إلى الغرب من الجامعة نشاطٌ كبير وبناءٌ مستمر، وهنا تكون التقنية والابتكار والمشاركة كذلك، هذه المشاركة مع أصحاب الاختراعات، فتكون بذلك موجودةٌ بجانب الجامعة، مما يعطي للطلبة عندما يتخرجون الفرصة ليجدوا أماكن البحث العلمي لدى الشركات الكبرى، ونتمنى أن شاء الله إذا أتيتم أن تزروا هذا المجمع الكبير وتطلعوا على ما يجري فيه. هذه جامعتكم، ومهما بعدتم، فأنتم لا زلتم أبناءنا وبناتنا، ونتمنى لكم التوفيق في حياتكم العملية //.

 

ووجه سموه نصيحة إلى الخريجين والخريجات قائلاً // نوصيكم وصية الأب لأبنائه وبناته بالمحافظة على المستوى الذي عهدناه فيكم منذ أن دخلتم الجامعة حتى تخرجكم. ونحن كنا مطمئنين، وهذا التجمع الكبير اليوم، ربما لا يلاحظ أحدٌ كم عدده، ولكن أنا أمامي الآن 3500 من خريجي الجامعة الأميركية، وهذا العدد لم يتأخر، لم يتوانى ولم يقل لا، لقد حصلنا على الشهادة الجامعية وانتهت الدراسة، وهذا أمرٌ يعطينا الثقة في أنفسنا أن ما زرعناه لا يزالُ يُثمر، وجذوره ها هنا، ولذلك نتمنى أن تكونوا كالرُّسل لنا في الخارج، وفي مستوى الرسل في المحافظة على أنفسكم والسمعة الطيبة //.

 

واستذكر سموه التحديات التي مرت بها الجامعة الأميركية في الشارقة في بدايات افتتاحها، مشيراً إلى تطور مستويات الطلبة عبر جهود المتابعة والاهتمام بهم، فيها قائلاً // لو أذكر لكم هنا في هذه الجامعة في السنوات الأولى، كان يتم إبعاد أعداد كبيرة من الجامعة وصلت إلى 390 طالباً في سنة من السنوات، وهو عددٌ كبير بالطبع، أن تتوخى الخير في إنسان وعندما يأتي إلى الجامعة يتغير مستواه، ولكن منذ ذلك التاريخ، تغيرت النظرة لهذه الجامعة، ولم يُبعد منها إلا أعداد بسيطة تُعد على الأصابع، ولذلك كان الاختيار منذ بداية دخولكم الجامعة، ومنذ سنواتكم الأولى، لا تعتقدون أنكم بعيدون عن أعيننا، نحن نلاحظ ونتتبع كل صغيرة وكبيرة، ونهيئ لكم كل سبل الراحة من أنشطة وجمعيات وغيرها //.

 

وأعرب سموه عن العمل المستمر على تهيئة كافة السبل لطلبة الجامعة للتفرغ للدراسة والتفوق فيها، مشيراً سموه إلى أن الطالب بالجامعة هو أمانةٌ، قائلاً // في البدء قلنا لن نوفر أماكن متعددة لتناول الطعام إلا تلك التابعة للجامعة، ولكن لاحظنا أن الطلبة يرغبون في شراء أشياء غير متوفرة فيها، ولذلك قلنا: أفتحوا ووفروا مرافق أخرى حسب رغبتهم حتى لا يذهب الطلبة إلى أماكن خارج الجامعة. الآن كل الأشياء الموجودة في السوق متوفرة هنا في الجامعة. نحن نقول بقدر ما أنت أيها الطالب أمانةٌ عندنا، إن شاء الله نسلمك لأهلك عندما تتخرج يستلمونها من عندنا، والجامعة تعمل على صقل الطالب، والطالب في هذه الجامعة يختلفُ بعد التخرج عن كثير من الجامعات. نحن نفتخر بأن هؤلاء الطلبة هم الذين يمثلوننا //.

 

واختتم سموه كلمته إلى الخريجين بالجامعة الأميركية بالشارقة داعياً إياهم لمواصلة دراساتهم، قائلاً // نتمنى لكم التوفيق، ونراكم – لا أقول السنة القادمة- ولكن حتى في خلال السنة نفسها، تعالوا إلى هنا، للاستزادة من العلم والمعرفة //.

 

وكانت مراسم الحفل قد بدأت بعزف السلام الوطني لدولة الامارات وتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، وألقى الدكتور بيورن شيرفيه مدير الجامعة الأميركية في الشارقة، كلمة شكر فيها صاحب السمو حاكم الشارقة على رؤية سموه التي تعمل على نقل الجامعة إلى مستويات عليا ومركزاً علمياً وبحثياً مميزاً.

 

وقال // خلال السنوات الخمس المقبلة سوف تحتاج معاهدنا البحثية الأربعة لأكثر من 100 باحث وعالم وأكثر من 200 تقني وحوالي 700 مساعد أبحاث في مرحلة الدكتوراه يعملون في مكاتب ومختبرات الجامعة ومع شركاء في قطاعات الصناعة المختلفة في مجمع البحوث والتكنولوجيا والابتكار، إلى جانب قضاء فصل دراسي كامل في عمل الأبحاث في حرم عدد من الجامعات الرائدة حول العالم أثناء دراستهم للدكتوراه //.

 

وأضاف قائلاً // أود منكم أن تفكروا في الدعم الذي قدمته الجامعة لكم وأن تستغلوا ما تقدمه لكم لتطوير حياتكم المهنية، وفي الوقت نفسه أريدكم أن تفكروا بما يمكن أن تقدموه أنتم للجامعة وطلبتها من دعم، وأنا أدعوكم إلى المساهمة في صندوق الجامعة للمنح الذي من شأنه تمويل تعليم طلبة قرروا المشي على خطاكم //.


ولفت الدكتور شيرفيه إلى اهتمام الجامعة الأميركية بطلبتها وخريجيها قائلاً // ان الجامعة الأميركية تعمل على دعم طلبتها وتوفير كافة ما يعينهم على الدراسة من منح دراسية ودعم حتى التخرج الذي يعني بدء مرحلة جديدة لكم، وأيضاً نشاط جديد من واقع الحياة العملية //.

 

وتسلم صاحب السمو حاكم الشارقة هدية تذكارية من لجنة رابطة خريجي الجامعة الأميركية في الشارقة تقديراً لما يقدمه سموه للجامعة وللرابطة من دعم لامحدود، وهي عبارة عن لوحة للخط الفني ثلاثي الأبعاد خط عليها جزء من خطاب ألقاه صاحب السمو حاكم الشارقة في حفل سابق لرابطة خريجي الجامعة في عام 2015.

 

تفضل بعدها سموه بتكريم أعضاء رابطة الخريجين بالجامعة الأميركية بالشارقة ورعاة الحفل.

 

كما تحدث في الحفل تشارلز دياب، المدير التنفيذي للتطوير وشؤون الخريجين بالجامعة، مشيداً بالعلاقة القوية التي تربط بين مئات الخريجين الذين حضروا الحفل السنوي للرابطة قائلاً // إن شخصيتكم وهويتكم تتشكل من خلال المجموعات التي تنتمون إليها، وأنا أرى شعور الانتماء للجامعة والهوية التي تتشاركونها هنا أيها الخريجون والخريجات //.

 

وأعرب دياب عن شكره وعرفانه للخريجين الذين ساهموا في صندوق عطاء الخريجين للطلبة للمنح الدراسية قائلاً // أنتم من أوائل الخريجين الذين ساهموا في صندوق المنح هذا، حيث بلغ مجموع مساهماتكم 123,000 درهم. إن المسؤولية الملقاة على عاتقكم كبيرة وأنتم تمهدون الطريق لزملائكم الخريجين ليحذوا حذوكم. أنتم من أقوى سفراء الجامعة على المستوى المحلي والعالمي، وأنا أؤمن بأننا نستطيع مواجه التحديات معاً لأننا معاً نكبر لنصبح أقوى //.

 

وتحت شعار #معا_نكبر_لنصبح_أقوى، أعلن مكتب التطوير وشؤون الخريجين مبادرة مزاد الخير والتي تمثلت في تنظيم مزاد عبر الانترنت لسيارة بي أم دبليو من فئة 318i جديدة لتذهب عائدات المزاد إلى صندوق عطاء الخريجين للطلبة للمنح الدراسية، والذي يهدف لدعم الطلبة المستحقين.

 

من جانبه ألقى أحمد الريامي، رئيس رابطة خريجي الجامعة الأميركية في الشارقة، كلمةً قدم فيها الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة لما يقدمه من جهد ودعم لرفع مكانة الجامعة وطلابها وخريجيها، كما وجه كلمته للخريجين داعياً إياهم للمشاركة الفاعلة في الجامعة من خلال المساهمة بالوقت والجهد لدعم الطلبة.

 

وقال // بجهودكم ومساهماتكم نستطيع الاستمرار بالابتكار والإبداع في الجامعة الأميركية في الشارقة مما يضمن مستقبل الخريجين الذين سوف يأتون من بعدكم، وحصول الطلبة على تعليم عالي المستوى يساعدهم في تحقيق انجازات من شأنها أن تحدث تغيير في هذا العالم. أنتم تمثلون، أيها الخريجون والخريجات، أفضل ما في هذه الجامعة من خلال انجازاتكم، وما تصبون لتحقيقه في المستقبل، وأسلوب الحياة الذي تختارونه والمبادئ التي تعكس قيمكم //.

 

وخلال الحفل، تم تكريم خمسة خريجين تمت إضافة أسمائهم إلى جدار الشهرة للخريجين وذلك تقديرا لتفوقهم الدراسي كطلبة ونجاحهم المهني بعد تخرجهم، وهم: أثيقة أنصاري (دفعة2002، لإدارة الأعمال)، ومحمد إبراهيم بيهنام ديهكوردي (دفعة 2005، الهندسة الكهربائية)، وغانم كشواني (دفعتي 2011 و2013، الهندسة المدنية)، وشيماء ديماس السويدي (دفعة 2017، الهندسة الكيميائية)، وعهود العلي (دفعة 2005، الإدارة العامة).

 

وكان الحفل قد شهد عرضاً مرئياً بالأضواء على المبنى الرئيس للجامعة، جسّد أهداف وقيم وانجازات الجامعة ورابطة الخريجين خلال 22 عاماً الماضية.