جاء ذلك في كلمة ألقاها سموه قبل ظهر يوم أمس السبت في القاعة الرئيسية بمركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وذلك ضمن زيارته مقر المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بجمهورية مصر العربية.
واستهل صاحب السمو حاكم الشارقة كلمته قائلاً // بداية أترحم على المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي برز في فترة من الزمن كانت الأمور فيها مضطربة، وكانت حكمته هي السائدة //.
وأضاف سموه // أن الدين اُختطف من بين أيدينا، وتشوه بتصرفات جهلة ليس لديهم أي خلفية دينية، وأن مجابهتهم لا تكون فقط برفع السلاح بل بالمواجهة الفكرية أيضًا ضد من بذروا الفتنة، واستغلوا شبابنا، ولابد أن نُسارع بإرجاع الدين إلى الحظيرة الإسلامية الصالحة //.
معربًا سموه عن تقديره للمنهج الأزهري الذي يُجَّسد التربية الإسلامية الصحيحة كما يراها الآن في سفراء الأزهر الشريف.
وأبدى صاحب السمو حاكم الشارقة إعجابه بالتجربة الثرية للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، قائلاً // من واجبنا تقديم كل الدعم لهذه الجهود الطيبة سواء على المستوى المادي أو المعنوي أو الإشراك فيه //.
وكانت جامعة الأزهر قد أعدت استقبالاً بهيجاً لزيارة صاحب السمو حاكم الشارقة لمقر المنظمة العالمية لخريجي الأزهر حيث شارك فيها جموع غفيرة من الطلبة وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية بالجامعة، حيث كان في استقبال سموه فور وصوله كل من الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى نائب مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، وأسامة ياسين، والدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر.
وتعرف سموه خلال الزيارة على أبرز أنشطة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر في مجال مجابهة الفكر المتطرف، ونشر صحيح الدين بمنهجه المعتدل، ورعاية الطلاب الوافدين من مختلف دول العالم، واحتضان أئمة العالم؛ ليكونوا دعاة خير وسلام، كما اطلع سموه على أهم الإصدارات والدوريات التي تصدرها المنظمة لدعم برامجها وأهدافها، وعرج سموه على قاعات الدراسة وتابع نموذجاً حياً لأساليب التدريس ووسائله المتبعة في المنظمة والجامعة.
وبهذه المناسبة قال الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى نائب مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إن هذا المحفل يُذَّكرنا بعهود الإسلام الأولى، التي جسَّدت روح وعقيدة الدين الحنيف، ووحدة المسلمين، بمختلف ألوانهم ولغاتهم، حيث ينطلق فرسان العلم إلى آفاق المستقبل الذي ننشد فيه التقدم؛ لخدمة البشرية جمعاء.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر، حرصه على تعزيز التعاون العلمي والثقافي بين جامعة الأزهر، ومختلف المؤسسات التعليمية بدولة الإمارات العربية المتحدة، بما يضمن تكامل الجهود الرامية لنشر الفكر الوسطى الذي يُعد ترجمة صادقة أمينة لروح الإسلام، مُثمنًا الزيارة الكريمة التي تفضل بها صاحب السمو حاكم الشارقة للمنظمة والتي تعكس العلاقات التاريخية بين «مصر الأزهر» والإمارات، والتعاون البنَّاء بينهما في نشر قيم السلام والتسامح والأخوة الإنسانية والحوار وقبول الآخر؛ بما يُرسخ تعاليم الإسلام بمنهجه المعتدل.
وتابع صاحب السمو حاكم الشارقة والسادة الحضور مجموعة من الفقرات الفنية التي تنوعت بين مشاهد مسرحية وأناشيد من أداء طلبة جامعة الأزهر، كما تلقى سموه درعاً تذكارية من إدارة الجامعة بالإضافة إلى لوحة فنية حملت بورترية لسموه باستخدام قلم الرصاص ومن إبداع أحد طلاب الجامعة.
وفي ختام زيارة صاحب السمو حاكم الشارقة لمقر المنظمة العالمية لخريجي الأزهر ومركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في جامعة القاهرة، ألقى الدكتور السيد أبو شنب رئيس قسم الأدب في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر قصيدة بعنوان "نشيج اللقاء " قال فيها //
حيّ الإماراتِ فخر العلمِ والأدب وأرفع لواء العُلا للسادةِ النُّجبْ
نِعمَ الديارِ التي، الله ناصرها والحق ديدنها من سالف الحقب
صيّغتْ من الطُّهرِ حتى عمها فغدت أيقونة الطهر تنفي كل ذي وشب
جلّت عن الوصف حتى لا مثيل لها وازينت بالهدى في غير ما حجب
في كل يوم لها في الكون ملحمة من يستطيع عداد الهاطل السرب
حييت من واحة، المسك طينتها والتبر معدنها جلت عن الريب
يا حاسديها ألا متم بغيظكم لن تبلغوا شأوها في العلم والنشب
كم تحشدون لها من كل كاذبة والحق يعلو على التلفيق والكذب
شدتم مكائد قد شاب الرضيع لها لكنها بقيت مرفوعة الرتب
من ذا يضير ليوثا زانها خلق قد حققوا المجد في أثوابه القشب
الماجدون الأولى نسجوا فخارهم والرافعون لواء العرب للشهب
والناشرون الخير في مرابعهم بالعلم والحلم والإنجاز والدأب
والمنجدون إذا ما غيرهم هربوا والباذلون بلا منّ ولا كذب
والأوفياء إذا ما غيرهم غدروا والأنقياء كرام الأصل والعصب
والراسخون فلا خوف يزلزلهم أكرم بهم سادة في الطبع والحسب
كالقاسمي الذي كملت مناقبه سلطان رمز العلا علامة العرب
اليعروبي الذي صحت أرومته حاز المعالي في ذاتٍ وفي نسب
الحاتمي تراه في تفضله كالبحر يعطي عطاء غير منسحب
الألمعي الذي بزت مواهبه في الشعر والسرد والتاريخ والخطب
جمُّ المواهب حكّاء بفطرته أغنى العقول بسيب منه منتخب
بحر التصانيف بحّاث أخو ثقة لا ينثني عن سبيل الفكر والكتب
صاغ القريض فكان ملفقا عجبا وجاء بالدر منظوما وبالذهب
وسل "نشيج الوداع" عن فرائده ينبيك بالسرّ إنباء ذي وهب
والقص والمسرح المحبوك حرفته حباه رب الورى بالرائق العَجَب
فأورث الكون فكراً خالداً أبدا من عمق عقل سديد الرأي محتسب
حاز المكارم من علياء ذروتها واستصغر الخطب في الجُلّي ولم يَهَب
عَشّاقُ شارقةٍ يهفو بها طربا ومن يُجرّبُ نار العشق لم يَتُبِ
صقَر الجزيرة، شعري قُدّ من رئتي في مدح فذ كريم الأصل ذي أدب
زرت الكنانة فأزداد الجمال بها وأصبح الأزهر المعمور في طرب //.
وقدم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد مجموعة من إصداراته ومؤلفاته كإهداء للمنظمة.
رافق صاحب السمو حاكم الشارقة خلال زيارته للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر كل من سعادة جمعة مبارك الجنيبي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية مصر العربية، وسعادة محمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة بإمارة الشارقة، وسعادة أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب.