وقال صاحب السمو حاكم الشارقة، في مداخلة هاتفية عبر برنامج "الخط المباشر" // أود أن أوضح أهمية مشروع تعداد الشارقة؛ فهذا الإحصاء مهم لجميع الناس، وهناك من الناس من يقول هذا الإحصاء لا يعنيني أو لا يهمني أنا، وفي الحقيقة أن هذا الإحصاء مهم للجميع، لأنه يبيّن وضع كل إنسان على أرض الشارقة، فأنا أطلب من الموظفين المسؤولين عن تعداد الشارقة أموراً محددة يعلمونها جيداً، فعلى سبيل المثال أحدد لهم قرية معينة في مكان محدد ليجلبوا لي بيانات تفصيلية عن جميع سكّانها، تشمل أسماءهم وشكل بيوتهم ومستوى معيشتهم ومستوى الدخل، وبناء على هذه البيانات نصدر قرارات لمصلحة الناس، فبقدر مصداقية الناس في هذه التقارير تعود عليهم فائدة، حتى رغبات الناس التي يبدونها ويتم تسجيلها في الإحصاء نستجيب لها ونصدر القرارات لتحقيقها، فهذا الإحصاء مهم جداً لجميع الناس //.

 

وتابع سموه، قائلاً // هذا الإحصاء ليس للنشر، وإنما يتم التعامل معه بسرية تامة، لأن فيه أحوال الناس؛ فلا ينشر ولا يطلع عليه أحد إلا إذا أنا وجهت دائرة الخدمات الاجتماعية بالاطلاع على نقطة محددة للقيام بدور محدد، فتُبلِغ رئيسة الدائرة المسؤولين عن الإحصاء بأن لديها أمراً من حاكم الشارقة فيسمحوا لها بالاطلاع على المعلومات المحددة //.

 

واستطرد صاحب السمو حاكم الشارقة حديثه، قائلاً // ليتأكد كل شخص على أرض الشارقة أنه يتواصل معي شخصياً من خلال هذا الإحصاء، فأنا أعلم من خلاله أدق التفاصيل عن الناس والتي من خلالها أتمكن من مساعدتهم، حيث نسألهم في الإحصاء عن جميع التزاماتهم المالية والأقساط التي يسددونها وعن قدرتهم على السداد، ومن خلال تقارير الإحصاء السابقة رفعنا الحد الأدنى للعيش الكريم للأسرة إلى 17500 درهم، وأضفنا مناطق سكنية جديدة، وفتحنا منشآت وجهات جديدة واستحدثنا وظائف جديدة لتعيين مجموعات كبيرة من الباحثين عن عمل، فمن يتعفف ويتكتم على احتياجاته إلى متى سيتحمل؟، ولذلك نحن نهيب بالناس ألا يتكتموا على احتياجاتهم وأن يذكروها كلها في هذه الإحصائيات التي هي بالدرجة الأولى لي أنا شخصياً، إذ ترفع لي الدوائر الحكومية هذه البيانات بشكل مرتب، مع العلم بأن هذه الإحصائيات تسهّل علينا جميع المعاملات //.

 

وأضاف سموه // نحن نهيب بالناس أن يتعاونوا مع الموظف المسؤول عن جمع البيانات في مشروع تعداد الشارقة، وأن يبادروا بسرعة الإجابة على أسئلة الإحصاء وعدم التأجيل في تقديم المعلومات، وذلك لأن كل منطقة يعمل على تجميع بيانات سكانها عدد معين من الأشخاص، فإذا تأخر أو امتنع أحد السكّان عن تقديم بياناته؛ ربما يغلق الموظف ملف تجميع بيانات هذه المنطقة دون أن يقدم هذا الساكن بياناته؛ وفي هذه الحالة يكون هذا الساكن قد أضاع حقاً له، لأن الموظف الذي يجمع البيانات لا يريد منه وإنما يجمعها ليستفيد الساكن بعد ذلك بما سيقدم له بناء على بياناته التي قدمها //.

 

واختتم صاحب السمو حاكم الشارقة، حديثه بنصيحة ثمينة لأبنائه، قائلاً // ننصح أبناءنا بالاقتصاد في المصاريف، وإعطاء الأولوية للضروريات والابتعاد عن المصاريف التي يمكن الاستغناء عنها، وتجنب زيادة الأقساط البنكية الشهرية؛ فليس جيداً أن يشتري المرء الرفاهيات بالديون، لكي لا يجد أن راتبه لم يتبق منه شيء، ولكن عندما يصبح الشخص لديه فائضاً فليفعل به ما يشاء، ونريد من كل أب أن يفكر في مصلحة أبنائه ومستقبلهم، وبإذن الله سيكون هذا الإحصاء فيه خيراً للناس //.