وقضى فرانس لانتنج أربعين عاماً في تصوير الحياة البيئية، درس من خلالها سلوكيات الحيوانات المختلفة والحشرات، وتابع أعمال العلماء وأبحاثهم المتخصصة في دراسة البيئة وتطور الكائنات الحية، وتنقل بين كندا وهولندا وأمريكا الشمالية والكونغو والأمازون والقطب الشمالي، والكثير من المناطق النائية التي تضم في كنفها أنواعاً من الحيوانات النادرة.

وتحدث لانتنج في بداية الجلسة عن قدرة الطبيعة على حماية نفسها، وقال: "نظامنا البيئي يمتلك قوانينه الخاصة لحفظ الحياة والتنوع على الأرض، والخطورة تمكن في مخالفة هذه القوانين ".

وللتدليل على دقة نظريته، عرض لانتنج صوراً لأحد الأنواع النادرة من الضفادع التي تعيش في الصحراء، وقال: "إنه الأخير من نوعه، ولا يزال يناضل من أجل البقاء بوسائل يبتكرها بطريقة مذهلة، ولن استغرب إذا عدت إلى المكان نفسه لأجد مستعمرة كاملة من هذا النوع".    

وتابع لانتنج الذي عمل لسنوات مع ناشونال جيوغرافيك: "الحيوانات سفراء للنظام البيئي وهناك الكثير لنتعلمه منها كي نحافظ على التنوع والموارد، لهذا بدأت رحلتي في تصوير الحيوانات بمحاولة  رؤية العالم من وجهة نظرهم، أي بالطريقة التي لا تشعرهم بأنني دخيل على عالمهم. وقد استغرقني تصوير أحد الفيلة ساعات طويلة مستلقياً في الوحل لأنها الطريقة الوحيدة التي مكنتني من التقاط صورته في لحظة يمارس فيها سلوكه الطبيعي".

وعرض لانتنج صوراً لمجموعة من قرود البونبوز وأشار إلى أن هذا النوع يمتلك نظاماً اجتماعياً غريباً، وقال: "هذه القرود تعتمد في تأمين احتياجاتها ومقومات حياتها على الإناث وهي إنطوائية ومنعزلة جداً ولم يشاهدها إلا شخص فقط، لكن تلوث البيئة والصيد  مقابل بضعة دولارات يهددها بالإنقراض".

 

وتابع لانتنج: " إن الفهود المعروفة بالتشيتا مهددة بالانقراض أيضاً، هذا الحيوان الجميل الذي ألهم ألاف المصورين حول العالم، ونشاهد ملصقات له في كل مكان، قد يأتي وقت ويختفي. هذا الخوف من فقدانه دفعني لمطاردته لعام كامل في صحراء ليبيا حتى التقطت  10 صور، بعدها توجهت إلى السلطات من أجل الاتفاق على برامج للتوعية بأهمية الحفاظ على هذا النوع من الكائنات."

وأشار فرانس لانتنج إلى أزمة بيئية يعاني منها العالم، والمصورون المتخصصون أكثر إدراكا لهذه المشكلة من سواها فالتلوث الجوي وانحسار المساحات الخضراء، وانقراض أنواع من الحيوانات مشاكل خطرة لا يجب تهميشها، ما يستوجب بناء علاقة وثيقة بين المصور والعالم. 

ووصف فرانس لانتنج العلاقة بين العلماء والمصورين بالتكاملية وقال: "التقاط الصور لذات النوع وبذات المواسم عبر السنوات يخبرنا الكثير عن مدى تطور هذه الكائنات والمناخ وما يحدث في الطبيعة من تغيرات، ويساعدنا في توقع ما قد يحصل في المستقبل، لذلك عادة ما يستعين العلماء بالمصورين والعكس بالعكس ".

وفي ختام الجلسة شدد لانتنج على أهمية فهم المصور لطبيعة كل فصيلة حيوانات يقوم بتصويرها، م من أجل اختيار اللحظة الحاسمة  للصورة، معتبراً أن هذه اللحظة هي الجائزة الأكبر بالنسبة لأي مصور بيئة.