وأوضح ديفيد تشانسلر أنه قبل أن يخوض تجربة التصوير في البراري لم يكن يعرف كواليس الحياة البرية والصيد الجائر وأسباب اهتمام الصيادين بالأسود، وقال: "بدأت أتعمق وأقرأ فوجدت أن هناك مزارع في أفريقيا لصيد الأسود، يتم تربية الأسود فيها وإطعامها حتى تكبر، ثم يتم إطلاق سراحها في البرية ليتم اصطيادها من قبل الصيادين الهواة والسيّاح".

وأضاف: "بالرغم من أن تكلفة إطعام الأسود عالية للغاية إلا أن المتاجرة باصطيادها مربحة بشكل كبير، حيث يتم سلخ جلد الأسود ومن ثم تمليحها وتحنيطها وإعطائها لمصطادها مقابل مبلغ كبير، وتستغرق فترة التحنيط وقتاً زمنياً طويلاً يتراوح بين 6 أشهر وسنة كاملة".

واعتبر ديفيد تشانسلر أن صيد الأسود تجارة غير إنسانية، لافتاً إلى أنه يتم التعامل مع الأسود على أنها سلعة، ويقوم الصياد باختيار الأسد الذي يروق له ثم يطعمه لبضعة أيام حتى يعتاد عليه، وبعد ذلك يصطاده في البرية.

 

وكشف ديفيد تشانسلر حجم التجارة في اصطياد الأسود على المستوى الدولي، موضحاً أن الصين طلبت 800 أسد من الولايات المتحدة الأمريكية لأغراض تجارة العظام والتحنيط والطب.

وقال: " القبائل القريبة من الحياة البرية في أفريقيا اعتمدت في السنوات الماضية على قتل هذه الحيوانات أولا لأغراض تجارية وثانياً للدفاع عن النفس وثالثاً لأغراض الطعام والاستمرار في الحياة".

وأشار إلى أن العديد من المنظمات والمراكز المعنية بحماية الحيوانات، تواصلت مع هذه القبائل لزيادة الوعي بخطورة قتل الحيوانات والصيد الجائر، وقال: "هناك جيل من قبائل (السانبرو) و(الموران) يسمى بالمحاربين، تم الاتفاق معهم على حماية الحياة البرية وعدم قتل الحيوانات لمدة 13 عاماً".

وأكد ديفيد تشانسلر أن "الاتفاق ذاته تم مع نساء القبائل في المجتمعات المحلية، اللواتي يسمين بالفراشات بسبب ملابسهن ذات الألوان الجميلة والأشكال المبهجة".

وكشف أنه أدرك خلال عمله في التصوير أن صيد وحيد القرن والفيلة عادة متوارثة لدى السكان المحليين في أفريقيا لاسيما في نيروبي والغرض من ذلك عائد إلى الكسب المادي.

واختتم تشانسلر حديثه بالقول: "هناك قوانين تجرّم الصيد في أفريقيا، لكن زيادة الطلب على هواية الصيد والتحنيط من قبل الأجانب يساهم في استمرار الصيد والقتل الجائر الذي يهدد الحياة البرية ويؤثر سلبا على السكان المحليين".