هكذا استهل المصوّر العالمي أفشين إسماعيلي حديثه خلال جلسة حملت عنوان "البحث عن القصص في مناطق النزاع"، في إكسبوجر، وقدم شهادات حيّة عن واقع الحروب التي قام بتغطيتها في شمال العراق وسوريا والقتل الذي تركته آلة داعش هناك.
توماس انتحاري سابق عاش على حبة تمر لأشهر
وقال إسماعيلي:" توماس طفل أزيدي اخطفته عصابات القتل في داعش وعملت على غسل دماغه ليكون مشروع انتحاري، لقد عاش توماس على حبّة تمر واحدة يومياً على امتداد أشهر، وفي يوم من الأيام ألبسوه سترة مليئة بالمتفجرات ليفجر نفسه في حشد من المقاتلين، لكنه استطاع أن ينزعها ويهرب تحت وقع القصف، لقد أدرك وبسنواته الصغيرة أن ما يقوم به هو إيذاء للآخرين، فقام باتخاذ القرار، وما زلت على تواصل معه وفي كلّ مرّة أشهاده يلعب كرة القدم التي يعشق أرى في عيونه شغفاً كبيراً للحياة".
وتابع": تقول والدة توماس إنه يحب عالم كرة القدم ويهوى لاعبيها الكبار لا سيما (رونالدو)، لكن نومه متقطع وتراوده الكثير من الكوابيس التي تلازمه جراء ما تعرض له، فليس من السهل لأحد في سنه أن يشاهد كلّ تلك الأحداث الدامية من حوله، ولا يتأثر. لكن توماس قرر أن يفرح وبمساعدة من محيطه يتعافى من كل هذه الذاكرة الدامية وها هو يستعد لخوض الحياة بعزيمة كبيرة وقوة".
وتطرق إسماعيلي للحديث عن ضحايا الحرب من النساء الأزيديات في مناطق الصراع، حيث عرض مجموعة صور للفتيات الصغيرات اللواتي تم اختطافهنّ أكثر من مرة وجرى اغتصابهنّ، وقال": هناك الكثير من النساء اللواتي يعانين من ظروف نفسية وجسدية صعبة جراء ما تعرضن له من عمليات اختطاف وبيع واغتصاب من رجال داعش، فشريهان التي تم بيعها لعشرة رجال من عصابات داعش قتلوا والدتها أمام عينيها، وتحمل على يديها طفلاً هو ثمرة هذه الاعتداءات، هذا الطفل يرفضه المجتمع الأزيدي ويعيش اليوم في مركز للأيتام".
لا تساعدوني ساعدوا الأطفال هناك
واختتم أفشين إسماعيلي حديثه بالقول:" يوجد أطفال من اليابان والصين والنرويج والسويد، هناك الكثير من الصغار الذين ولدوا لآباء من مختلف أنحاء العالم جاءوا ليحاربوا في صفوف داعش، كائنات لا ذنب لها، هم فقط يتحملون وزر خيارات آبائهم. إن دوري هو الدفاع عن هؤلاء الأطفال، وتقديم قضيتهم إلى العالم... لا تساعدوني، لا أريد أي جهة أو منظمة تتبنى أعمالي، فقط أريد أن يتم الانتباه لهؤلاء الأطفال والاهتمام بهم، ومساعدتهم، لأنه لا ذنب لهم في كل هذا المشهد البشع، هم فقط يدفعون ثمن ما اقترفه الآخرون في هذه الجريمة".