ويروي المصور عمر فيكتور ديوب في معرضه الذي يجسد وعبر 10 أعمال أهمية الكتاب في مسيرة التطور الحضاري الإنساني، ويجمع فيها بتقنياته الفنية بين الصورة الفوتوغرافية والعمل التركيبي، ليقدم هويته الإبداعية المتفردة ويبرز جماليات الكتاب وأثر رمزيته المعرفية على القُراء.
ويوظف ديوب في أعماله ، رمزية الكتاب لدى المتلقي، وما يشير إليه من دلالات المعرفة والاكتشاف والبحث عن الحقيقة، حيث يلتقط لشخصيات أعماله صوراً مرة وهم يقرأون الكتب، وأخرى وهم يحملونها على رؤوسهم.
ولا يكتفي ديوب بذلك وإنما يشتغل على انفعالات الوجوه في صور الشخصيات، فتظهر شخصية المثقف الهادئ الرزين، والسيدة المتزينة، والمرأة المشغولة التي تستبدل سلال الطعام والخضار على رأسها بسلال مليئة بالكتب.
وتنكشف تجربة ديوب المتفردة في قدرته على المجازفة في توظيف الزخارف وأشكال الرسوم الأفريقية التراثية، إذ يستخدم هذه الأشكال في خلفية شخصيات أعماله، وفي ملابسهم، والقلائد والأقراط التي تزينها، ليحوّل بذلك انتباه المتلقي إلى وجه الشخصية والكتب البيضاء التي يحملونها.
يشار إلى أن الفنان السنغالي ديوب ولد في العاصمة السينغالية داكار عام 1980، وأظهر موهبته في وقت مبكر متخذاً منهما وسيلة لإبراز تنوع المجتمعات وأساليب الحياة العصرية في إفريقيا مستمداً إلهامه من التراث البصري الإفريقي الغني، حيث يخلط التصوير مع أشكال أخرى من الفن، مثل تصميم الأزياء والكتابة الإبداعية.