وتضمن اليوم الختامي للمهرجان سباق صير بونعير للمحامل الشراعية فئة 60 قدماً، الذي نظمته هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون ممثلة بقناة الشارقة الرياضية بالتعاون مع نادي الشارقة للرياضات البحرية، وشارك في السباق أكثر من 60 محملاً شراعياً و1200 بحاراً ونوخذة، ووصلت جوائزه إلى 2.8 مليون درهم.

 

وتفضل سمو نائب حاكم الشارقة خلال فعاليات حفل الختام بتدشين السفينة الجديدة التابعة لهيئة البيئة والمحميات الطبيعية في خور الجزيرة، كما قام سموه بافتتاح منطقة الفعاليات الجديدة المقامة على مقربة من الشاطئ، وسط العروض التراثية البحرية التي أضفت أجواءً وطنية أصيلة عكست روح المهرجان.

 

وتجوّل سموه في أرجاء منطقة الفعاليات، مشاهداً سموه العروض الفنية البحرية التي تروي أهمية التراث البحري وتسرد القصص التاريخية من خلال لوحات فنية وأهازيج غنائية، مطلعاً سموه على مجموعة من المعارض التخصصية التي أبرزت جهود إمارة الشارقة في صون البيئة وحماية مواردها الطبيعية، وترسيخ مبادئ التنمية المستدامة، زائراً سموه معرض القائمة الخضراء الذي تناول إعلان إدراج محمية صير بونعير ضمن القائمة الخضراء للمحميات العالمية، متعرفاً سموه على هذا الإنجاز العالمي وأثره في تعزيز مكانة الإمارة البيئية على الصعيد الدولي، بوصفها نموذجًا يحتذى به في إدارة المحميات الطبيعية.

 

وتضم منطقة الفعاليات سبعة مطاعم متنوعة، وفرعاً لـجمعية الشارقة التعاونية، إلى جانب جلسات خارجية وداخلية مطلة على البحر، وقاعة اجتماعات متطورة، وغرفة مغلقة تضم مدرجاً للعروض الثقافية والتعليمية، إلى جانب ملعب "بادل" المخصص لعشاق الرياضة، لتتحول المنطقة إلى وجهة سياحية متكاملة تعزز من مكانة الجزيرة كأحد أبرز المعالم البيئية في دولة الإمارات.

 

وتفقّد سموه معرض أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، حيث شاهد سموه مجموعة من الصور الفلكية النادرة التي التُقطت من جزيرة صير بونعير، والتي تبرز نقاء أجوائها وصفاء سمائها، لتكون وجهة مثالية للرصد الفلكي والدراسات العلمية، مستمعاً سموه إلى شرحٍ مفصّل حول اعتماد محمية صير بونعير كمحمية فلكية ضمن جمعية السماء المظلمة الدولية وذلك تقديرًا لتميزها البيئي وبعدها عن مصادر التلوث الضوئي، مما يجعلها من أفضل المواقع في المنطقة لمراقبة السماء ورصد الظواهر الفلكية، في إنجاز يعكس جهود إمارة الشارقة في الحفاظ على بيئة طبيعية نقية تدعم العلوم والبحوث الفلكية.

 

كما زار سموه معرض اللؤلؤ المتخصص للباحث مصطفى الفردان والذي قدّم عروضًا حية تبرز تاريخ الغوص وصناعة اللؤلؤ والتي تمثّل مهنة الأجداد التي شكّلت جزءًا أصيلًا من هوية الإمارات البحرية، وامتدادًا لذاكرة الوطن وعمقه التراثي. ويعرّف المعرض الزوار على أنواع اللؤلؤ وأسماءه وأنواع الأصداف وكيفية فرز اللؤلؤ ووزنه.

 

وتوقف سمو نائب حاكم الشارقة عند معرض استزراع الشعاب المرجانية، الذي استعرض جهود هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في حماية النظم البيئية البحرية وتنمية الموائل الطبيعية للكائنات المائية، ضمن مشاريعها المستدامة للحفاظ على التنوع الحيوي، مطلعاً سموه على معرض الجيولوجيا الذي قدّم عرضًا علميًا حول التكوين الجيولوجي الفريد للجزيرة وما تزخر به من تكوينات صخرية نادرة تسهم في إثراء المعرفة البيئية والعلمية.

 

واختتم سموه جولته بزيارة معرض كتاب "صير بونعير"، الذي تنظمه هيئة البيئة والمحميات الطبيعية ويوثّق في صفحاته تاريخ الجزيرة وتحولاتها البيئية والثقافية، ويستعرض قصص الجهود الرائدة التي جعلت منها أيقونة بيئية وثقافية بارزة في دولة الإمارات والمنطقة.

 

وتفضل سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، بتسلم هدية تذكارية من هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة عبارة عن عَيِّنة طبق الأصل من جرة أثرية عُثر عليها في جزيرة صير بونعير وتعود إلى الألف الأول قبل الميلاد، تقديراً وامتناناً لسموه على دعمه الدائم لمسيرة العمل البيئي وجهوده الرائدة في صون التراث الطبيعي والثقافي لإمارة الشارقة. وكرّم سموه، الباحث الإماراتي مصطفى الفردان، على إسهاماته وجهوده في توثيق تاريخ الغوص وصناعة اللؤلؤ في دولة الإمارات.

 

كما تفضل سموه بتكريم الفائزين في سباق صير بونعير للمحامل الشراعية، وهم: محمل الظفرة بقيادة النوخذة محمد عبد الله المرزوقي الحائز على المركز الأول، ومحمل الشقي بقيادة النوخذة خلف بطي مصبح الحائز على المركز الثاني، بينما كان المركز الثالث من نصيب محمل زلزال بقيادة النوخذة مروان عبد الله محمد المرزوقي. كما كرم سموه الشركاء ورعاة المهرجان.

 

وتعتبر جزيرة صير بونعير، إحدى أبرز المواقع البيئية التابعة لإمارة الشارقة، والتي شهدت خلال مسيرتها أربعة اعتمادات دولية تؤكد مكانتها البيئية المرموقة على الصعيد العالمي؛ إذ أُدرجت في القائمة التمهيدية للتراث العالمي لليونسكو، وأُعلنت أرضاً رطبة ذات أهمية دولية ضمن اتفاقية رامسار، كما أُدرجت ضمن مذكرة التفاهم بشأن الحفاظ على السلاحف البحرية وموائلها الطبيعية في المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا (IOSEA)، وصولاً إلى إدراجها في القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) كواحدة من أفضل المحميات المُدارة على مستوى العالم، لتتوج بذلك مسيرتها كإحدى أبرز الجزر البيئية وأكثرها تميزاً في المنطقة.

 

وجاءت هذه النسخة الاستثنائية من مهرجان جزيرة صير بونعير احتفالاًباليوبيل الفضي للمهرجان لتُتوج مسيرة ربع قرن من النجاحات والجهود البيئية المتواصلة التي رسّخت مكانة المهرجان كأحد أبرز الأحداث البيئية والتراثية في دولة الإمارات والمنطقة، وذلك وسط حضور واسع ومشاركة مجتمعية كبيرة عكست عمق الارتباط بالبيئة والتراث البحري.

 

وكانت فعاليات اليوم الختامي لمهرجان صير بونعير قد انطلقت منذ الصباح الباكر بسباق السفن الشراعية التراثية الذي شهد تنافساً مميزاً بين المشاركين وسط مشهد بحري احتفالي حمل عبق الماضي وروح الإصرار التي ميّزت أبناء الإمارات عبر تاريخهم البحري. كما استقبلت الجزيرة الزوار ضمن برنامج سياحي متكامل شمل جولات في المحمية الطبيعية، وجولة استكشافية في منطقة الفعاليات، تخللتها عروض تراثية، وورش تعريفية بالتنوع البيولوجي الغني الذي تزخر به الجزيرة. وتخللت الفعاليات عروض فنية واستعراضية على المسرح، في توليفةٍ تجسد روح الأصالة والتجدد التي تميز إمارة الشارقة.

 

وتميزت نسخة اليوبيل الفضي من مهرجان صير بونعير بامتداد فعالياتها لأول مرة لتشمل كُلاً من شاطئ الحيرة في مدينة الشارقة وجزيرة صير بونعير في آنٍ واحد، حيث استضاف شاطئ الحيرة الأنشطة والعروض من 16 حتى 25 أكتوبر الجاري، فيما احتضنت جزيرة صير بونعير الفعاليات الختامية يومي 24 و25 أكتوبر، لتقدم تجربة متكاملة تبرز أجواء الجزيرة وموروثها البحري الفريد، تجسّد رؤية الشارقة في الاهتمام بالبيئة والتراث وتعزيز الوعي بأهمية حماية الكنوز الطبيعية.

 

حضر حفل الختام بجانب سمو نائب حاكم الشارقة كل من: هنا سيف السويدي رئيسة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، وعبدالله بن علي المحيان رئيس مكتب الشؤون الإتحادية، وعلي سالم المدفع رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، وخالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، ومحمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وحسن يعقوب المنصوري أمين عام مجلس الشارقة للإعلام وعدد من المسؤولين.