وبدأ حفل الافتتاح بالسلام الوطني، بعدها قدم الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة خلال كلمته أسمى آيات الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على رعاية وتشريف سموه للمؤتمر بالحضور، ومرحباً بالضيوف من العلماء والباحثين من مختلف أنحاء العالم من المشاركين في المؤتمر.

 

وقال مدير جامعة الشارقة // إن جامعة الشارقة ومنذ أن أسسها صاحب السمو حاكم الشارقة في العام 1997، أولت البحث العلمي منهجا موازيا تماما لمنهجها الأكاديمي من حيث قوته وجزالته ورصانته، ولقد كان للتراث العلمي والإنساني العربي والإسلامي النصيب الأكبر من هذا المنهج، وسخّرت له الجامعة أحدث التقنيات وأكثرها تطورا، ولقد تعاظم هذا الاهتمام وكبر إلى أن نتج عنه عقد المؤتمر الدولي الأول في العام 2008 والذي دعي إليه كبار العلماء والمتخصصين والمستشرقين من كثير من دول العالم فضلا عن عالمنا العربي والإسلامي، ومن ثم تم عقد المؤتمر الدولي الثاني لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين في العام 2014 //.

 

وأضاف قائلاً // نتيجة للنتائج العلمية التاريخية التي خلص إليها المؤتمر في دورته الأولى والثانية ورصده لأهميتها في تأسيس جوانب عديدة لا حصر لها في الثورة التقنية التي يعيشها العالم المعاصر اليوم، تعاظمت أهمية هذين المؤتمرين وجسدت نتائجهما  أهمية أن تستمر هذه المؤتمرات وأن يتعاظم دورها تحت قباب جامعة الشارقة أكثر، الأمر الذي عظمت أهميته في فكر صاحب السمو حاكم الشارقة ورئيس الجامعة، الحضاري والاستراتيجي وفي العمق العالمي فأمر بإنشاء مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين في جامعة الشارقة لتبحث في هذا التاريخ على المستوى العالمي وتجسد جميع آفاقه وميادينه وفضله في بناء الحضارات الإنسانية منذ أن كان وحتى يومنا هذا، ولكي تكون هذه المؤسسة بحجم الدور المطلوب منها عالميا وافق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ورئيس الجامعة على أن يتولى سموه رئاسة مجلس أمنائها المكون من العديد من الشخصيات العالمية المتخصصة أو على صلة مباشرة بتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين //.

 

وتناول أ.د حميد مجول النعيمي خلال كلمته الدور الكبير والمأمول لمركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك بجامعة الشارقة قائلاً إنه سيشكل إضافة نوعية وكبرى كونه مركزا علميا وتقنيا وثقافيا وتربويا وتراثيا وسياحيا وتدريبيا، يعمل على تنشئة أجيال من الشباب الذي يهتم بعلوم الأجداد من العرب والمسلمين الذين برعوا في علوم الفضاء والفلك.

 

وأعرب مدير جامعة الشارقة في كلمته عن أهمية أهداف المؤتمر قائلاً // ولعل الأهداف التي يعمل على تحقيقها مؤتمرنا اليوم تعزز لدينا الأمل بهذه البشائر فهو سيعمل ضمن هذه الأهداف على ربط هذا الناتج من العلوم التي كانت قبل نحو عشرة قرون بما توصل إليه العلم الحديث، ويجسد أهمية هذه الإنجازات العلمية وأثرها على تكنولوجيا اليوم، كما سيتم التعرف على أحدث المستجدات النظرية والتطبيقية في دراسات تاريخ العلوم، هذه الأهداف ستجسدها المحاور العلمية التي تطرحها الأبحاث والدراسات العلمية التي سيطرحها العلماء والمتخصصون من ضيوف المؤتمر والمشاركون في فعالياته من مختلف الدول، ومنها: محور عن البيئة الإبداعية وأثرها في بناء مجتمع المعرفة في الحضارة الإسلامية، ومحور عن البحث العلمي وآخر عن إحياء التراث العلمي العربي الإسلامي وربطه بالمعاصرة، فضلا عن محور حول     تاريخ الطب والعلوم الصحية في الحضارة الإسلامية ومحور عن العمارة والفنون الزخرفية والصناعية، ومحور عن الزراعة والري، وآخر عن العلوم الأساسية والفلك والفضاء في الحضارة الإسلامية //.

 

من جانبه أعرب الدكتور حسين المهدي رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر عن سعادته بإقرار المؤتمر ليتم عقده بشكل دوري في جامعة الشارقة ليكون منبرا علميا يلتقي في العلماء من كافة دول العالم لتبادل الخبرات والانجازات العلمية بما يسهم في تحقيق أهداف الجامعة الاستراتيجية التي تتمحور حول الدفع بالبحث العلمي ودعم الابتكار. 

 

وتناول د. حسين المهدي أهداف المؤتمر قائلاً // عملنا على أن تكون أهداف المؤتمر في دورته الثالثة مكملة للمسيرة التي بدأناها في سنة 2008م حيث أننا نهدف من تنظيم هذه التظاهرة لـتعزيز التواصل بين العلماء والباحثين المهتمين بتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين، تجسيد أثر العلماء العرب والمسلمين في تقدم الحضارات في الجوانب العلمية، وتوثيق شهادات العلماء من غير المسلمين في إنصاف إنجازات العرب والمسلمين العلمية، وإحياء التراث العلمي العربي وربطه بالمعاصرة //.

 

وعبّر البروفيسور سير فيزر الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء، خلال كلمته عن سعادته الكبيرة بزيارة الشارقة للمرة الأولى، متناولاً جانباً من مسيرته العلمية التي تنوعت محطاتها بين التاريخ إلى الجغرافيا والفيزياء والكيمياء، مشيراً إلى أن الاهتمام بالبحث العلمي والمعرفة الدقيقة المبنية على حب العلم والسعي إليه، والاستفادة من الفرص التعليمية والعلمية والأساتذة المتميزون، هي أهم ما خرج به من خلاصة مكثفة لمسيرته العلمية الحافلة التي قادته للسفر إلى العديد من الدول.

 

كما قدم البروفيسور المستشرق الأمريكي تشارلز فالكو أستاذ فيزياء البصريات التطبيقية ومدير معهد بن الهيثم للضوء بجامعة أريزونا الأمريكية، محاضرة عن العالم الإسلامي أبو علي الحسن بن الهيثم، مشيراً إلى أنه مؤسس علم البصريات الحقيقي، حيث اعتمدت عليه كافة الدراسات الحديثة الأساسية في علم البصريات، خاصة فيما يتعلق بتحديد كيفية رؤية الإنسان، والعمليات التي تحدث داخل العين البشرية للرؤية، وعلاقتها بالضوء وغيرها من الموضوعات العلمية الدقيقة التي كانت كشوفاً رائدة في ذلك الوقت، وأشار تشارلز فالكو إلى أهمية المؤتمر في توضيح اختراعات وابتكارات العلماء العرب والمسلمين والتي قدمت خدماتً كبيرة لكافة العلماء الذين جاءوا من بعدهم في العصر الحديث.

 

من جانبه قدم البروفيسور بشار معروف المتخصص في المخطوطات، محاضرةً تناولت أهمية المخطوطات وتحقيقها وطرق التمييز بينها والعناية بإبرازات الكتب المختلفة والتي تعني عودة المؤلف إلى مسودة كتابه الأولى عدة مرات، سواء بالحذف أو بالإضافة وهي ما تسمى عملية التبييض، وقدم معروف خلال حديثه عدة أمثلة لنسخ من مخطوطات هامة عمل مؤلفوها على كتابة عدة نسخ منها بعد الإضافة إليها عاماً بعد آخر، أو بحذف أجزاء منها، لافتاً إلى أنهم عادةً ما يعتمدون آخر نسخة تركها المؤلف، ومؤكداً أهمية العناية بالمخطوطات لما تحمله من تأريخ عريق ومهم.

 

وكان الحضور قد شاهدوا فيلماً تناول تاريخ المؤتمر وأهدافه التي يسعى إلى تحقيقها.

 

وكرّم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة في نهاية حفل افتتاح المؤتمر الدولي الثالث لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين كل من: البروفيسور سيرفيزر، والبروفيسور تشارلز فالكوت، والبروفيسور بشار معروف، والبروفيسور أحمد جبار. كما كرم رعاة المؤتمر وهم: دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية، ومصرف الشارقة الإسلامي، وغرفة تجارة وصناعة الشارقة، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، ومؤسسة الشارقة للإعلام.

 

بعدها تجول صاحب السمو حاكم الشارقة، في المعرض المصاحب للمؤتمر، متوقفاً سموه عند المخطوطات التاريخية النادرة، والقطع الأثرية النادرة، والمراجع والكتب القيّمة التي حواها المعرض من دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

ويستمر المؤتمر الدولي الثالث في تاريخ العلوم عند العرب والمسلمين لمدة ثلاثة أيام، حيث يشهد عرض ومناقشة أكثر من 150 ورقة علمية يلقيها عدد من العلماء والأساتذة المختصين وطلبة الدراسات العليا من أكثر من 20 دولة من كافة المؤسسات العلمية والأكاديمية في شتى فروع العلوم التطبيقية والهندسية والطبية والصحية والعلوم الانسانية والاجتماعية، كما أعدت اللجنة التنظيمية برنامجاً علمياً وثقافياً يتضمن 51 جلسة عمل موزعة خلال أيام المؤتمر وعدد 13 محاضرة يلقيها علماء مختصون تناقش موضوعات مختلفة تختص بمحاور المؤتمر.

 

حضر افتتاح المؤتمر كل من معالي ناصر بن ثاني الهاملي وزير الموارد البشرية والتوطين، وعدد من أعضاء مجلس أمناء الجامعة، وسعادة العميد سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، وسعادة محمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، والدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة ونوابه وعدد كبير من الأساتذة.