جاء ذلك خلال جلسة حوارية في الدورة التاسعة من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر 2025"، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، حيث عرض صوراً لتفاصيل الكارثة، منها صورة لغرفة مشعّة عالية التلوث، وأخرى لساعة حائط توقفت عند الثامنة وخمس وعشرين دقيقة، لحظة توقف المفاعل عن العمل إلى الأبد. كما وثّق المعدات المشعّة المدفونة في الأرض، واللصوص الذين خاطروا بحياتهم لسرقة وبيع القطع الملوثة بالإشعاع.

أعمق نقطة وصلها مصوّر في تشرنوبل 

عاد لودفيغ إلى تشرنوبل عام 2005، ليكون أول مصور فوتوغرافي يدخل أعمق مناطق المفاعل المنكوب. وقال: "ارتديت بدلة واقية وقناعًا خاصًا، وسرت داخل أنفاق المفاعل وسط الركام والإشعاع القاتل، مدركًا أنني لن أعود إلى هناك مجددًا".

إحدى أقوى صوره وثّقت التداعيات الصحية للكارثة، إذ جمع ثمانية أطفال ولدوا بذراع واحدة بسبب التعرض للإشعاعات، في مشهد لخص المأساة الإنسانية للكارثة. وأضاف: "لم يكونوا يعرفون بعضهم البعض، لكني جمعتهم وتحدثت مع أمهاتهم لتخفيف وقع اللحظة عليهن قبل التصوير".

عدسة توثّق التحولات العميقة في روسيا

إلى جانب توثيق الكوارث البيئية، ركّز لودفيغ على التناقضات الاجتماعية الحادة في روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي، ومن أبرز أعماله صورة لشابة تقدّم مساعدة طبية لرجل مشرّد، تجسد الفجوة الطبقية العميقة. كما التقط صورة للرئيس فلاديمير بوتين وأخرى لمتمردين داخل الكنيسة الأرثوذكسية في موسكو، والتي قال إن بوتين لم تعجبه.

المصور في مواجهة الحقيقة

أكد لودفيغ أن دوره كمصور وثائقي يتجاوز مجرد التقاط الصور، بل يكمن في كشف الحقائق وإماطة اللثام عن القضايا المسكوت عنها، مشددًا على أن التصوير ليس مجرد فن، بل أداة لكشف الحقيقة ونقلها إلى العالم.