تركز الدورة التاسعة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، التي تنعقد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو مجلس الأعلى حاكم الشارقة، في الرابع من مارس الجاري، على دور الاتصال الحكومي في تحرير طاقات العقول، وبناء المجتمعات، وتعزيز السمعة المؤسسية، والتفاعل بين المؤسسات الحكومية والجمهور، إلى جانب تسليط الضوء على تطور الاتصال المؤسسي في ظل التكنولوجيا الحديثة، وعلى الثقافة العربية في سباق الاتصال الثقافي العالمي، وذلك من خلال 28 جلسة حوارية وتفاعلية وعصف ذهني بما فيها الخطابات الملهمة.
وتأتي هذه الجلسات، ضمن أربعة محاور تتناولها الدورة الجديدة من المنتدى تشمل، ترسيخ ثقافة التفاعل في الحكومة، والتكنولوجيا كممكن للمجتمعات، والاتصال عبر الثقافة، والرفاه الفردي والمجتمعي، وذلك في إطار تحول آلية انعقاد المنتدى من صيغة الشعار الواحد إلى المحاور المتعددة.
ويقام المنتدى، على مدى يومين، في مركز إكسبو الشارقة، المركز الدولي للاتصال الحكومي التابع، للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، بمشاركة 64 شخصية من مسؤولين حكوميين كبار، ونخبة من المفكرين والخبراء في مجال الاتصال من 16 دولة عربية وأجنبية، يقدمون 57 فعالية.
حديث الاتصال
يسبق انطلاق المنتدى، جلسة بعنوان "حديث الاتصال"، في الثالث من مارس المقبل، بمسرح المجاز، وذلك بمشاركة سعادة اللواء سيف الشامسي، قائد عام شرطة الشارقة وسعادة الدكتور خالد المدفع، رئيس مدينة الشارقة للإعلام (شمس)، وسعادة مروان بن جاسم السركال، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وسعادة ندى عسكر النقبي، مدير عام مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، حيث يعرض المشاركون تجاربهم في قطاع الاتصال الحكومي، وقدرة مؤسساتهم على بناء شراكات حقيقية مع الجمهور بما يسهم في تنمية ونهوض المجتمع.
اليوم الأول
تعزيز السمعة
ويقدم خلال حفل افتتاح المنتدى، صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي، كلمة مباشرة عبر الأقمار الصناعية، وتستهل أعمال المنتدى بجلسة تحمل عنوان "تعزيز السمعة: الأفعال أبلغ من الأقوال"، حيث يقدم فيها فخامة الرئيس خوان سانتوس، رئيس جمهورية كولومبيا (2010 -2018)، الحائز على جائزة نوبل للسلام للعام 2016، خطاباً يتناول تأثير ممارسات المؤسسات الرسمية على وعي وثقافة الجمهور، إضافة إلى أهمية السمعة التي تتمتع بها الشركة أو المؤسسة كونها ثروة استراتيجية ذات قيمة كبرى، وتشكل مصدر دعم كبير للمؤسسات والخدمات الحكومية التي تقدمها الوزارات والمؤسسات الحكومية.
قصة عقل لا يعرف المستحيل
ويقدم الدكتور طلال أبو غزالة مؤسس ورئيس "طلال أبو غزالة العالمية" خطاباً ملهماً تحت عنوان " قصة عقل لا يعرف المستحيل"، يسرد فيها مسيرة طموح حافلة بالإنجازات، حوَل خلالها التحديات إلى فرص نجاح، حيث سيطلع جمهور المنتدى على أسرار النجاح ودروس الحياة وكيفية المنافسة مع الذات.
الاتصال لتحرير طاقات العقول
ويلقي الدكتور ميتشيو كاكو العالم الأمريكي المتخصص بمجال الفيزياء النظرية، خطاباً تفاعلياً في جلسة بعنوان "الاتصال لتحرير طاقات العقول"، حيث تتناول الجلسة حقائق علمية حول عقل الإنسان لا تزال غير معروفة لدى الكثيرين، وتأثير الأفكار والمعتقدات على صحة الإنسان وقدرته على التأثير في واقعه، وبالتالي الأثر الذي يمكن تحقيقه في حياة البشر من خلال تغيير الأفكار.
سر تأثير الشاشة على الرأي العام
وتسلط جلسة "سر تأثير الشاشة على الرأي العام"، الضوء على أهمية التفاهم الثقافي المتبادل في العالم ودور الإعلام المرئي في الترويج له في المجتمعات، كما تستعرض نماذج حول تأثير الثورة الرقمية وظاهرة التلفاز العالمي والتلفاز عبر الإنترنت على معدلات الفهم الثقافي بين الأمم، حيث تأتي الجلسة في حوار خاص يجمع بين بريانكا تشوبرا جوناس ممثلة ومنتجة وناشطة، وريا أبي راشد، صحفية المشاهير ومقدمة البرامج التلفزيونية.
الاتصال العابر للثقافات
ويشارك في المنتدى كل من ﺳﻌﺎدة ﻋﻣر ﺳﯾف ﻏﺑﺎش، ﻣﺳﺎﻋد وزﯾر اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ واﻟﺗﻌﺎون اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺷؤون اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ في اﻹﻣﺎرات، وﺳﻌﺎدة أﯾرﯾﻧﺎ ﺑوﻛوﻓﺎ، اﻟﻣدﯾر اﻟﻌﺎم لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" خلال الفترة من (2009- 2017)، من خلال جلسة حوراية تحت عنوان "الاتصال العابر للثقافات".
وتناقش الجلسة التي تديرها سالي موسى، مذيعة ومقدمة برامج في راديو (بلس 95)، عدة محاور منها فهم ﺟوھر اﻻﺗﺻﺎل ﻋﺑر اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ، و اﻻﺗﺻﺎل ﻋﺑر اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻹدﻣﺎج "اﻟﻘﺻﺔ" اﻟﻣؤﺳﺳﯾﺔ ﻓﻲ وﻋﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت واﻟﺷﻌوب، و اﻟﺗواﺻل اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﺣرّك ﻟﻼزدھﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ والسمعة.
تطور الاتصال المؤسسي في ظل التكنولوجيا الحديثة
وتناقش جلسة تفاعلية تحت عنوان "تطور الاتصال المؤسسي في ظل التكنولوجيا الحديثة "، مفهوم الاتصال المؤسسي وأنواعه، ودوره في بناء الهوية المؤسسية، وأهمية البنيّة التحتية التكنولوجية، وتأثيرها على الاتصال المؤسسي، إلى جانب إسهام تكنولوجيا الاتصال الحديثة في تطور الاتصال الجماهيري، حيث سيقدم الجلسة سهام شريف مذيعة أخبار ومقدمة برامج في تلفزيون الشارقة.
الاتصال في عصر البلوك تشين
ويتناول كريس بينيت، مدير شؤون التعلم، بلوكتشين تريننج ألاينس - الولايات المتحدة، الأمين العام للمنظمة الدولية للفرنكوفونية (2015- 2019)، في جلسة تفاعلية بعنوان "الاتصال في عصر البلوك تشين"، آفاق تقنية "البلوك تشين" وتطبيقاتها في مجال الاتصال والتسويق، والفوائد التي ستعود بها على المتعاملين والمؤسسات.
الاستثمار في التواصل الثقافي
ويخصص المنتدى جلستي عصف ذهني في اليوم الأول الأولى بعنوان "الاستثمار في التواصل الثقافي" تهدف للتوصل إلى قائمة مبادرات قابلة للتطبيق يمكن إطلاقها على مستوى الدولة وفي العالم العربي سعياً إلى تعزيز التواصل الثقافي في المنطقة، حيث تستضيف الجلسة ممثلين من فئة الشباب ذوي الأفكار الإبداعية في مجال التواصل الثقافي إلى جانب مسؤولين من الجهات الحكومية والثقافية الرئيسية، بحضور وسائل إعلام إقليمية كبرى قادرة على دعم المبادرات الناتجة عن العصف الذهني والترويج لها، في حين يشارك في الجلسة، سعادة الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة ، وعمار تقي إعلامي كويتي ومعد ومقدم برامج حوارية، ويدير الجلسة كل من محمد الكعبي، محرر ومذيع أخبار في مؤسسة دبي للإعلام، ومحمد المناعي، مذيع في مؤسسة دبي للإعلام لنشرة أخبار الإمارات.
حلول من أجل الرفاهية
أما جلسة العصف الذهني الثانية فهي بعنوان "حلول من أجل الرفاهية"، حيث تبحث عن حلول اتصالية لست ظواهر اجتماعية مؤرقة تؤثر سلباً في رفاه الأفراد والمجتمعات (أمثلة: الطلاق، والبطالة، والعنف الأسري، والعادات الصحية السلبية، وحوادث الطرق الناتجة عن السرعة، والإدمان بكافة أشكاله)، بمشاركة مسؤولي الاتصال من الهيئات الحكومية المعنية بالقضايا الاجتماعية ومجموعة من المواطنين والمقيمين في الدولة تمثل مختلف الجهات المعنية بالقضايا المختارة، ومن مختلف الشرائح العمريّة، ويدير الجلسة الدكتورة عائشة البوسميط، مدير إدارة الاتصال الحكومي، الهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية، وسعد عبدالله الربيعان، مستشار تواصل حكومي، الأمين العام لمجلس الأعمال الكويتي في دبي.
مخيم كاكوما للاجئين
وبالتعاون مع مؤسسة القلب الكبير، تبحث الجلسة الحوارية المخصصة لمخيم كاكوما للاجئين، في قضايا اللجوء سعياً لإيجاد الحلول وإبراز أصوات اللاجئين ووجهات نظرهم وقدراتهم وإمكاناتهم للاستفادة منها في تمكينهم وحمايتهم والمساهمة في تنمية مجتمعاتهم، كما تبيّن الجلسة التحديات التي يواجهها اللاجئون، بما في ذلك عدم كفاية فرص الحصول على الخدمات الأساسية، كالتعليم والصحة والمأوى والطاقة وغيرها من الخدمات الاجتماعية، وسبل مواجهة هذه التحديات من خلال الجهود الجماعية والشراكات والحلول الابتكارية.
وتسلط الجلسة الضوء على المشاركة في سياق الميثاق العالمي للاجئين، والمبادرة متعددة الأطراف لبرنامج كالوبي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المتكاملة (KISEDP) للاجئين ومشروعات كبرى مثل إنشاء ملاجئ دائمة من خلال برنامج التدخل عبر المساعدات النقدية CBI، وبناء حرم جامعة توركانا وست، ووضع حلول مستدامة في قطاعي الزراعة والطاقة، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص وتأهيله للتعامل مع آليات تقديم الخدمات الحكومية.
ويشارك في الجلسة ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في كينيا، ومسؤول التعليم بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين - مكتب كاكوما الفرعي، والرئيس المشارك لشؤون اللاجئين بالمنتدى الاقتصادي العالمي-2019، وممثل شباب اللاجئين بمخيم كاكوما، في حين يدير الجلسة فتاة لاجئة، طالبة في المرحلة الثانوية.
اليوم الثاني
قوة تغيير العادات
بدورها تلقي سعادة ميشال جان، الحاكم العام والقائد الأعلى للقوات المسلحة الكندية (2005-2010)، الأمين العام للمنظمة الدولية للفرنكوفونية (2015- 2019)، كلمة رئيسة خلال افتتاح فعاليات اليوم الثاني من المنتدى، يليها خطاب ملهم يقدمه معتز مشعل، استراتيجي تطوير حياة وأعمال، وكاتب ومتحدث دولي.
في إطار تركيز المنتدى على الدور التوعوي المحوري الذي يؤديه الاتصال الحكومي في سبيل تحقيق الرفاه للمجتمع، ينظم جلسة خلال فعاليات اليوم الثاني بعنوان "قوة تغيير العادات" يستضيف فيها شارلز دويج صحافي أمريكي وكاتب حائز على جائزة بوليتزر، ليقدم خطاباً تفاعلياً يتحدث فيه عن تغيير العادات بوصفه سراً من أسرار الرفاه، وذلك بناء على كتابه الأكثر مبيعاً "قوة العادات"، الذي يوضح فيه جانباً مدهشاً من الاكتشافات العلمية بناء على مئات الدراسات الأكاديمية والمقابلات الميدانية مع أكثر من 300 عالم ومدير تنفيذي تفسّر سبب تشكّل العادات وكيف يمكن تغييرها بفاعلية.
الثقافة العربية في سباق الاتصال الثقافي العالمي
ويعقد المنتدى جلسة حوارية بعنوان "الثقافة العربية في سباق الاتصال الثقافي العالمي" تقدمها معالي الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة في جمهورية مصر العربية، بينما يدير الجلسة منية برناط، معدة ومذيعة برامج ثقافية واجتماعية في تلفزيون الشارقة.
وتتمحور الجلسة حول دور الاتصال الثقافي في دعم التنمية والتأثير على سلوك الإنسان، والثقافة العربية عبر منصات الاتصال الرقمي الحديث، والأدب والنشر والإنتاج المرئي كأدوات للتواصل الثقافي، إضافة إلى أفكار مبتكرة لتقليص فجوة الفهم الثقافي بين الشرق والغرب.
المسافة الفاصلة بين رؤية الاتصال وأدواته الأساسية
وتشمل فعاليات اليوم الثاني من المنتدى جلسة تفاعلية بعنوان "المسافة الفاصلة بين رؤية الاتصال وأدواته الأساسية"، يتحدث فيها مهتاب عربيات، مدير التنمية الإلكترونية في أكاديمية أسترولابس للتدريب، حيث تتناول الجلسة، أهمية إدخال الاتصال في نسيج وعي المؤسسات بمختلف إداراتها واختصاصاتها، ومشاركة دراسات حالات وأفضل ممارسات تدريب الاتصال لموظفي خدمة العملاء من أجل اتصال مؤسسي أكثر فاعلية، إلى جانب توعية الموظفين بضرورة وأهمية التفاعل المباشر مع الشركاء وأصحاب العلاقة، وإظهار القيمة الحقيقية للتواصل الفعال مع الجمهور الخارجي لكسب دعم وتعاون مختلف الإدارات.
الاتصال المعزز بتقنيات الغد
ويخصص المنتدى، جلسة تفاعلية بعنوان "الاتصال المعزز بتقنيات الغد: هل من مكان للإنسان؟"، ينظر من خلالها إلى الآلات والتقنيات الحديثة لا كمورد مهم فحسب، بل كممكن أساسي واختصاص جوهري لابد أن يدخل في هيكل مهمة الاتصال ولكن دون خسارة جوهر الاتصال وغايته: ألا وهو الإنسان، وتقدم الجلسة جيماين والش مديرة مجموعة الاتصال في وزارة التعليم لحكومة المملكة المتحدة،
معادلة البقاء
ويشارك كل من معالي الدكتور ثاني الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، و سعادة الدكتور راشد الليم، رئيس هيئة كهرباء ومياه الشارقة، في جلسة حوارية تفاعلية بعنوان "معادلة البقاء"، تتناول مدى خطورة الوضع البيئي على وجه كوكب الأرض حالياً، إضافة إلى عرض آخر ما توصلت له الأبحاث حول آثار ممارسات البشر على الطبيعة وإلى أين سيصل الحال في ظل فرط استهلاك المياه، والانبعاث الحراري من المحروقات، وانحسار الغابات من أجل تربية المواشي والدواجن، وكيف يمكن للفرد إحداث تغيير حقيقي من خلال ممارساته، ويدير الجلسة ريم سيف المعمري، مقدمة برامج ومذيعة في تلفزيون الشارقة.
يشار إلى أن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، انتقل في دورته التاسعة من صيغة الشعار الواحد إلى المحاور المتعددة، في إطار توجهه لتحقيق أوسع قدر ممكن من التفاعل مع الجمهور وأكبر فائدة من المواضيع والقضايا التي يتبناها في عصر الاتصال الشامل.