سوندرز تمكن من ترميم ورقمنة 400 صورة من مجموعة برنامج "أبولو" للفضاء
تحدث خبير ترميم الصور، الكاتب البريطاني آندي سوندرز، عن عودة الشغف بصور استكشاف الفضاء الخارجي وتبادل اللقطات التي صورت الرحلات المأهولة إلى سطح القمر ضمن مشروع "أبولو" الذي قامت به وكالة "ناسا"، وتزايد إقبال رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نشر تلك الصور، بالتزامن مع جهود تحسين دقتها، لأنها التقطت بين عامي 1969 و1972، وهي الفترة التي استمر فيها برنامج "أبولو" لاستكشاف القمر.
في جلسة حملت عنوان "أبولو تعود من جديد"، تحدث سوندرز أمام جمهور النسخة السابعة من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر 2023"، قائلاً إن وكالة ناسا تمكنت من الحصول على المزيد من تمويلات أبحاثها في مجال استكشاف الفضاء بفضل بعض الصور التي التقطها رواد الفضاء، وخاصة الصوّر التي نقلت مشهد كوكب الأرض بكل تفاصيله، والتي تستخدم حتى اليوم في كثير من الحملات التي تدعو إلى حماية البيئة.
وأوضح سوندرز للجمهور في الجلسة ضمن فعاليات المهرجان، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة حتى 15 فبراير الجاري بـ"مركز إكسبو الشارقة"، أنه تمكن من ترميم ورقمنة 400 صورة نقلاً عن الأفلام الأصلية التي صورتها وكالة "ناسا"، وبينها صورة لم تُعرض سابقاً لرائد الفضاء الشهير نيل آرمسترونغ بعد وصوله إلى سطح القمر، مع صور أخرى ذات قيمة وثائقية وعلمية كبيرة، وقد نشرها في كتابه الجديد "إعادة إحياء صور أبولو" الذي يوقعه لجمهور اكسبوجر في اليوم الثاني من فعاليات المهرجان.
وحول مضمون الكتاب، كشف المؤلف أنه حرص على أن يضم سجلاً لكل ما يرتبط بصور القمر وما الذي يجب القيام به أثناء رقمنة هذا النوع من الصور بهدف الحفاظ على ألوانها الأصلية مثل اللون الأسود القاتم والأبيض الساطع، بحيث لا تطغى الجوانب التقنية عند تحسين الصور على ما تنقله من حقائق علمية.
وفي سياق عرضه لمجموعة كبيرة من الصور التي تعود إلى فترة مشروع "أبولو"، أشار إلى أن عودة الشغف بصور سطح القمر إلى جانب الصور التي التقطت للأرض من الفضاء الخارجي، تعكس اهتمام الجمهور باستعادة الشعور بالرهبة التي عاشها رواد الفضاء في رحلات "أبولو"، وفي مقدمتهم نيل آرمسترونغ أول رائد فضاء أمريكي وأول شخص يمشي على سطح القمر.
وأضاف أن تطوّر أعمال ترميم مجموعات الصوّر الخاصة برحلات "أبولو" وإخضاعها للرقمنة أتاح تلقيها من جديد وتأمل تفاصيلها من زوايا عديدة، بينها تلك الانطباعات والمشاعر المليئة بالعواطف التي لم تكن تظهر بوضوح على وجوه رواد الفضاء في النسخ القديمة من الصوّر ذات الدقة المنخفضة.
وكشف أيضاً عن وجود حوالي 35 ألف صورة حول الرحلات إلى القمر معظمها ليست بالجودة المطلوبة التي تجعلها قابلة للتداول، لكن التقنيات الحديثة توفر إمكانية إنقاذها وتحسين دقتها وإعادة تقديمها إلى الجمهور الذي لا يقبل اليوم بالصور التي كان من الشائع القبول بها في القرن الماضي، قبل أن يصبح بإمكان الأشخاص التصوير بهواتفهم والتقاط صور أكثر دقة.
وختم بالإشارة إلى أهمية تصحيح المفاهيم المغلوطة السائدة عن سطح القمر، حيث يعتقد الكثير أنه ممل، إلا أن الحقيقة تكشف عكس ذلك، حيث وثقت الصور الفوتوغرافية مدى جماله وقدرته العجيبة على إحداث الدهشة لدى المشاهد، وذلك ما نجحت في ترسيخه المهمة الأخيرة لبرنامج "أبولو" التي حملت الرقم 17 وأظهرت صورة كاملة وهائلة للأرض تستخدم حتى اليوم.