شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، مساء اليوم الأربعاء، حفل العرس الجماعي "شارقة الخير" الحادي عشر، والذي يقام بتنظيم من جمعية الشارقة الخيرية، وذلك في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات.


واستهل الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ألقى عقبه سعيد غانم السويدي عضو مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية كلمة عبر خلالها عن سعادته بهذه المناسبة، قائلاً // يسعدنا في هذا المساء أن نجتمع على الفرح، وهي أيام خالدة نحتفل فيها بيوم دولتنا الوطني، وتحرص جمعية الشارقة الخيرية دائماً على اختيار أكبر فعالياتها لتتزامن مع احتفالات الدولة، في ليلة تحمل من المعاني الإنسانية ما يلامس القلوب قبل أن تبتهج الأبصار //.


وأضاف السويدي // لقد أصبح العرس الجماعي في جمعية الشارقة الخيرية واحداً من أهم المشاريع التي نفخر بها، لأنه يترجم على أرض الواقع قيم التكافل والتراحم التي قامت عليها هذه الإمارة، ويجسد رؤية قيادتنا الرشيدة في دعم الشباب وتمكينهم من بناء أسرة مستقرة قادرة على مواجهة الحياة بثبات //.


واستذكر عضو مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية بداية مشروع العرس الجماعي، قائلاً // نجتمع اليوم لنحتفل مع 150 عريساً في واحدة من أكبر الأعراس الجماعية التي تنظمها الجمعية داخل الدولة، ونتابع من خلالها مسيرة ممتدة بدأت منذ عام 1990م، حين انطلقت أولى خطوات هذا المشروع على يد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ليكون أول عرس جماعي في منطقة الشرق الأوسط بأسرِه، ومنذ ذلك الوقت، لم يكن المشروع مجرد احتفال سنوي، بل أصبح رسالة متجددة، عنوانها دعم الشباب وحمايتهم من أعباء الاستدانة وتكاليف الزواج الباهظة //.


وتناول السويدي أعداد المستفيدين من الأعراس الجماعية التي نظمتها الجمعية، موضحاً // لقد حرصت جمعية الشارقة الخيرية على توسيع دائرة الاستفادة عاماً بعد عام، حتى بلغ إجمالي المستفيدين من هذا المشروع الإنساني 2136 عريساً داخل الدولة وخارجها، منها 1041 عريساً من مواطني الدولة وأبناء المواطنات وأصحاب المراسيم وأبناء المقيمين الذين قدم آباؤهم خدمات جليلة للدولة //.


وثمن عضو مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية دعم المحسنين لهذا المشروع، قائلاً // إن نجاح هذا المشروع لم يكن ليتحقق لولا دعم المحسنين، وفي مقدمتهم الداعم الرئيس لمشاريع الأعراس الجماعية عبدالرحيم الزرعوني، الذي قدم نموذجاً أصيلاً في العطاء الإنساني، وجسد معنى الإحسان بأفعاله قبل أقواله، شكرنا له واجب، ودعاؤنا له مستمر أن يجزيه الله خير الجزاء، وأن يجعل ما يقدمه في ميزان حسناته //.


مضيفاً // وأتقدم بخالص التهاني للعِرسان وأسرهم، ونؤكد لهم جميعاً أن الجمعية ستظل داعماً لهم في كل ما يعزز استقرارهم، فبناء الأسرة هو الأساس الذي تقوم عليه المجتمعات، وفي هذا الصدد، وبينما نحن على مشارف عام الأسرة الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، فليكن زواجكم بذرة هذا العام، لتكوين أسر مستقرة تدعم اتحادنا العظيم الذي تقوى أركانه بسواعد أبنائه //.


واختتم السويدي كلمته سائلاً الله أن يجعل هذا اليوم فرحا يمتد لسنوات، وأن يبارك للعرسان في خطاهم، ويكتب لهم من السعادة والطمأنينة ما يملأ بيوتهم نوراً ورحمة، وأن يديم على دولة الإمارات أمنها وتلاحمها وعطائها.


وشاهد سمو نائب حاكم الشارقة والحضور مادة مصورة تناولت تاريخ الأعراس الجماعية في إمارة الشارقة ودورها الكبير في ترسيخ قيم الترابط والتماسك المجتمعي، وتعزيز مبدأ الأسرة المستقرة المبنية على التكافل والتعاون، إضافة إلى أبرز المحطات التي مرّت بها المبادرة منذ انطلاقتها، وقصص نجاح الأزواج الذين استفادوا من دعم الإمارة، وما حققته هذه الأعراس من أثر اجتماعي إيجابي على مستوى الأفراد والأسر والمجتمع.


وألقى بعدها العريس أحمد البدواوي كلمة العرسان معبراً عن سعادته وفرحه بتشريف سمو نائب حاكم الشارقة هذا الحفل، واصفاً بأن هذه الليلة هي ليلة ميلاد جديد لأحلام كانت معلقة، ولبدايات كانوا يظنون أنها بعيدة، مثمناً دعم جمعية الشارقة الخيرية والمحسنين الذين ساهموا في فتح أبواب لم يكونوا يملكون مفاتيحها.


وتوجه البدواوي باسم كل شاب يحتفل بزفافه في الحفل، بخالص الشكر لجمعية الشارقة الخيرية على هذا المشروع المتميز، الذي منحهم حفل كريم يليق بهم، وأزاح تكاليف الزواج التي كانت تقف حائلاً بين كثير من الشباب وبين تأسيس بيت يجمعه بمن يحب، مبيناً أن الخير حين يأتي من القلب يصل إلى القلوب جميعاً، وأن الاستقرار الأسري يبدأ بخطوة صادقة تمتد بها يد العطاء.


ودعا العريس أحمد البدواوي زملاءه العرسان أن يبالغوا في الفرحة، خصوصاً وهي تواكب ذكرى العيد الوطني لدولة الإمارات التي يحمل فيها كل شخص البهجة والاعتزاز والولاء لوطنه الغالي، مشيداً بمبادرات خيرية الشارقة المتنوعة، والتي جعلت من هذا العرس رسالة سامية تحمل في طياتها قيماً جليلة تذكر الشباب بعطاء الوطن لهم، وتعزز في قلوبهم مشاعر الفخر بأن الجميع أبناء الإمارات سواء مواطنون أو مقيمون على أرضها، مؤكداً أنه هذا ما يدفعهم إلى الحرص على رد الجميل والقيام بالواجب تجاه الوطن لتبقى دوماً مسيرة الإمارات رائدة بالعطاء وإسعاد ليس شعبها فحسب، بل كل من يقيم على أرضها.


وقدم مجموعة من الأطفال فقرة غنائية فنية عبروا فيها عن سعادتهم بالعرس الجماعي والدعم الكبير التي توليه القيادة الرشيدة من أجل تعزيز استقرار الأسرة الإماراتية، وترسيخ القيم النبيلة في نفوس النشء، وإتاحة الفرص أمام الشباب لبدء حياتهم الزوجية بروح التفاؤل والمحبة، بما يعكس مدى الاهتمام الذي تحظى به المبادرات الاجتماعية في إمارة الشارقة.


وتفضل سمو نائب حاكم الشارقة بتكريم رجل الأعمال عبدالرحيم الزرعوني نظير إسهاماته الكبيرة في دعم العرس الجماعي وتقديراً لدوره المجتمعي وجهوده المستمرة في مساندة المبادرات الخيرية والتنموية التي تعزز استقرار الأسرة وتساند الشباب في بناء مستقبلهم.


وفي ختام الحفل، التقط سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي صورة جماعية مع العرسان المشاركين في العرس الجماعي الحادي عشر، متمنياً سموه لهم التوفيق في حياتهم القادمة وأن يبارك الله لهم في زيجاتهم وبيوتهم، ويرزقهم الذرية الصالحة.


وكان العرس الجماعي "شارقة الخير" الذي تنظمه جمعية الشارقة الخيرية قد انطلق في عام 2015م، واستمر على مدى السنوات ليصل لعامه الحادي عشر، وقد استفاد منه 931 شاباً استطاعوا تكوين أُسَر متماسكة ومترابطة، بفضل ما وفرته المبادرة من دعم مادي ومعنوي، أسهم في تخفيف أعباء الزواج عن الشباب وتشجيعهم على الإقبال على بناء حياة أسرية مستقرة. كما شكّل البرنامج نموذجاً ناجحاً للتكافل الاجتماعي، ورسّخ مكانة الشارقة كحاضنة للمشروعات المجتمعية الهادفة.


حضر الحفل بجانب سمو نائب حاكم الشارقة كل من: الشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ صقر بن محمد القاسمي رئيس مجلس إدارة جميع الشارقة الخيرية، والشيخ سلطان بن عبدالله بن سالم القاسمي مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، وعدد من كبار المسؤولين وأهالي العرسان