أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رئيس الجامعة الأميركية في الشارقة، على تعزيز مكانة الجامعة كرائدة للتعليم العالي في المنطقة، من خلال التحول لجامعة بحثية، وحث سموه الخريجين على الاستفادة من الاهتمام الذي ستوليه الجامعة بالدراسات العليا والانخراط في العديد من برامج الدكتوراه التي ستطرحها. معربا سموه عن فخره واعتزازه بما وصلت إليه الجامعة من تفوق أكاديمي وهي تحتفل بالذكرى السنوية العشرين لتأسيسها.

 

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها سموه في حفل رابطة خريجي الجامعة الأميركية في الشارقة السنوي مساء اليوم الخميس، في الساحة الرئيسية لحرم الجامعة . 

 

وكان سموه قد استهل كلمته بالترحيب بالحضور والخريجين قائلا لهم // يسعدنا  أن نرحب بكم جميعا، في هذا الحفل المتجدد، حفل رابطة خريجي الجامعة الأميركية في الشارقة، ونشكر لكم تلبية الدعوة، ونقدر بوجه خاص لمن تكبد منكم عناء السفر من أماكن بعيدة، وهذا ما يبرهن صدق العلاقة وروح الانتماء لجامعتكم التي تقف اليوم بشموخ وثبات بما حققته وما تخطط لتحقيقه //.

 

وأعرب سموه عن فخره بتواجد هذه الأعداد من الخريجين قائلا // أشعر بالفخر والاعتزاز لتواجد هذا العدد الكبير منكم في هذا اللقاء السنوي الهام. وما حضوركم إلا تأكيد على إخلاصكم لجامعتكم وتلهفكم لاستعادة ذكريات أعوام خلت، ولرؤية زملاء لكم باعدت بينكم الأماكن.  كما أن تواجد هذه الأعداد يشير إلى أن جامعتكم ما زالت تشكل أهمية كبيرة في حياتكم، وإلى أننا يمكن أن نستمر في النمو والازدهار معاً، فأنتم ثروتنا الحقيقية ومستقبل أمتكم وقادة حضارتها. لقد ساهمتم في العديد من الإنجازات، ووصلتم بدعم من جامعتكم وبجهودكم لأعلى المناصب. وكنتم خير سفراء لها تمثلونها وتسهمون في ترسيخ صورتها كمؤسسة عالمية رائدة للتعليم العالي والبحث العلمي. كما ونود في لقائنا هذا التأكيد على أهمية تواصلكم المستمر مع جامعتكم وزملائكم وأساتذتكم. ودعوني في هذا الصدد أن أوصيكم بشكل خاص، بزملائكم الخريجين الجدد، قدموا لهم الدعم والتوجيه، وخذوا بأيديهم، ليحتلوا مكانهم الصحيح في مسيرة التنمية، ولنصل جميعاً إلى تطوير اقتصاد قائم على المعرفة //.

 

وحول احتفال الجامعة بالذكرى العشرين لانطلاقتها، قال سموه // يصادف هذا اللقاء احتفالات الجامعة الأميركية في الشارقة بالذكرى العشرين لتأسيسها. ولا شك بأننا جميعاً نشعر بالفخر والاعتزاز عندما نرى ما وصلت إليه الجامعة من تفوق أكاديمي يضعها في مصاف الجامعات العالمية، ومن ترسيخ لمكانتها كرائدة للتعليم العالي في المنطقة //.

 

وعن جهود الجامعة وتطلعاتها العلمية المستقبلية، قال سموه // تأتي هذه الاحتفالات، متزامنة مع بدء تحول الجامعة إلى جامعة بحثية شاملة، مع المحافظة على المستوى الأكاديمي العالي للبرامج التي تقوم بتدريسها. وأعتقد أنه يهمكم أن تعرفوا ماذا يعني لكم هذا التحول إلى جامعة بحثية شاملة. إنه يعني تركيز أكثر على برامج الدراسات العليا وهي التي تدعم البحوث. وسيكون تركيزنا على البرامج ذات التخصصات المتداخلة، كالتقنية الطبية، والمدن الذكية، وعلوم المواد، والبيئة، والذكاء الاصطناعي. وهذا يعني خلق بيئة جاذبة للبحث العلمي مما سيعزز من مكانة الجامعة ويساعدها في اجتذاب أفضل الطلبة والمدرسين //.

 

وحث سموه الخريجين على الاستفادة من اتجاه الجامعة إلى البحوث وفرص الدراسات العليا، قائلا // سنرى العديد منكم، إن شاء الله، يعودون قريباً للتسجيل في الجامعة مرة أخرى، ولكن هذه المرة لدراسة الدكتوراه. وكجزء من خطة التحول إلى جامعة بحثية، يعني البدء بطرح برامج الدكتوراه. وبالفعل تعمل الجامعة حالياً على طرح برنامجي دكتوراه في هندسة إدارة النظم وفي إدارة الأعمال، ضمن خطة لطرح المزيد من هذه البرامج في الأعوام الخمسة المقبلة //.

 

وانتهى سموه إلى تقديم الشكر والتقدير إلى أسرة الجامعة الاميركية في الشارقة اساتذة وإدارة وخريجين متمنيا لهم التوفيق والنجاح.

 

وكانت مراسم الحفل قد بدأت بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، وألقى الدكتور بيورن شيرفيه مدير الجامعة الأميركية في الشارقة  كلمة شكر فيها صاحب السمو حاكم الشارقة لرؤيته الاستثنائية في تأسيس الجامعة الأميركية في الشارقة قائلا // قبل عشرين عاماً، بدأتم بتحقيق رؤيتكم لجامعة تسهم في تأسيس اقتصاد قائم على المعرفة في الشارقة. قد بدأت هذه الرؤية بالتحقق عندما فتحت هذه الجامعة أبوابها. وفي هذا الحفل اليوم، عندما أرى سموكم محاطاً بالآلاف من الخريجين، اسمحوا لنا أن ننتهز الفرصة لنقول شكرا، لحلمكم الطموح الذي ارتقى بجميع مناحي حياتنا //.

 

وحول التحول إلى جامعة بحثية قال مدير الجامعة // رغم أنه قد تم تصنيفنا من بين أفضل 500 جامعة في العالم، ولكن رحلتنا لم تنته بعد. ولضمان استمرار النمو والتقدم، باشرنا ببدء التحول لجامعة بحثية شاملة تطرح العديد من برامج الدكتوراه لتتحول نحو التركيز على الدراسات العليا مع التزامنا بالتميز في تدريس برامج البكالوريوس //.

 

كما شهد الحفل قصيدة ألقاها الشاعر علي الخوار تكريماً لمؤسس الجامعة صاحب السمو حاكم الشارقة وإشادة بالجامعة وذلك احتفالاً بالذكرى العشرين لتأسيسها.

 

واحتفالا بعام زايد، تضمن الحفل أيضا جدارية فسيفسائية مكونة من صور صغيرة شكلت صورة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

 

بعدها تسلم صاحب السمو حاكم الشارقة هدية تذكارية من لجنة رابطة خريجي الجامعة الأميركية في الشارقة تقديراً لما يقدمه سموه للجامعة وللرابطة من دعم لامحدود، وهي عبارة عن قطعة سجاد أفغانية يدوية خاصة، وتم تصنيع القطعة في أفغانستان كجزء من مبادرة الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد آل نهيان حيث يذهب ريعها لدعم وتمكين المرأة الافغانية.

 

كما تحدث في الحفل تشارلز دياب، المدير التنفيذي للتطوير وشؤون الخريجين بالجامعة، مشيداً بالروابط التي تجمع مجتمع خريجي أميركية الشارقة ومشجعاً إياهم على البقاء على تواصل مع رابطة الخريجين، قائلا // ابقوا على تواصل مع رابطة الخريجين باستمرار على مدار العام، حتى تجعل مساهماتكم الجامعة أفضل لكم وللمجتمع بأكمله //.

 

وألقى خريج أحمد الريامي نائب رئيس رابطة الخريجين كلمة حيا فيها صاحب السمو حاكم الشارقة نيابة عن الخريجين، كما حث زملاءه على أن ينضموا لمجلس رابطة الخريجين لتمثيل زملائهم في التخصصات المختلفة والكليات والمناطق الجغرافية.

 

وخلال الحفل تم تكريم خمسة خريجين تمت إضافة أسمائهم إلى جدار الشهرة للخريجين وذلك تقديرا لتفوقهم الدراسي كطلبة ونجاحهم المهني بعد تخرجهم، وهم: محمد الشحي (دفعة 2003، الهندسة الكهربائية)، الدكتور محمد اسعد غزال (2004، هندسة الحاسوب)، إبا مسعود (2010، التمويل)، جمال المشرخ (2009، الدراسات الدولية)، وفاطمة احمد بازرجان (2002، هندسة الحاسوب).

 

وبمناسبة احتفالات الجامعة بعيدها العشرين، شهد حفل رابطة الخريجين أيضاً عمل كبسولة زمنية تم وضع رسائل من الخريجين ومجتمع أميركية الشارقة فيها، وكانت آخر رسالة هي من صاحب السمو حاكم الشارقة، قبل اغلاق الكبسولة. وسيتم فتح الكبسولة خلال احتفالات الجامعة بعامها الثلاثين.

 

كما شهد الحفل عرضا ضوئياً متميزاً رسم خلاله لوحات فنية في المبنى الرئيسي للجامعة الأميركية في الشارقة، وتخلل العرض مقاطع فيديو لإنجازات الخريجين وعرضاً موسيقياً أحياه الفنان ماهر زين.

 

ويعد حفل رابطة الخريجين واحد من أبرز أحداث الجامعة الأميركية في الشارقة والذي ينظمه مكتب التطوير وشؤون الخريجين، للاحتفال بإنجازاتهم ولتمكين الخريجين من جميع انحاء العالم من العودة لجامعتهم وللاجتماع مع بعضهم البعض كل سنة.