وأشار سموه في كلمته التي ألقاها خلال حفل التخريج أنه في كل عام وقُبيل كل حفل تُعرض عليه تقارير إنجازات جامعة الشارقة، ويتساءل سموه "هل سنتمكن في العام المقبل من تحقيق إنجازات جديدة، بعد هذا الكم الهائل من الإنجازات؟"، موضحاً سموه أنه في كل مرة يُسر ويجد بأن مسيرة جامعة الشارقة لم تتوقف، بل ازدادت عمقاً واتساعاً.

 

وتناول سمو رئيس جامعة الشارقة الإنجازات التي حققتها الجامعة في هذا العام مؤكداً أن التميز ليس محطة تصل إليها، بل مسيرة تعيشها الجامعة، كاشفاً سموه رصده للإنجازات التي بلغت ثلاثةً وعشرين إنجازاً كبيراً، ومجموعة أخرى من الإنجازات المتفرقة، منها حصول جامعة الشارقة على تصنيف البلاتينيوم، في نظام تقييم وتتبع الاستدامة ستارز "STARS" التابع لجمعية تحسين الاستدامة في التعليم العالي، بتقييم 100%، لتكون أول جامعة على مستوى الشرق الأوسط تنال هذا الاعتماد الرفيع في مجال التعليم والأبحاث المستدامة، وتصدر قائمة الجامعات الإماراتية في مجالات العلوم الاجتماعية، والعلوم الإنسانية، والفنون، وذلك لأحدث تصنيفات مؤسسة "التايمز" الدولية للتعليم العالي لعام 2025.

 

وأضاف سموه // فازت الجامعة كذلك كأفضل جهة في تطبيق الحوكمة في جائزة "تميّز"، وعلى المستوى الرياضي والطلابي حصد منتخبا الجامعة لكرة القدم ولكرة الطائرة المركز الأول في دورة الألعاب الجماعية، ومنتخب الجامعة لكرة السلة حقق المركز الثاني في ذات البطولة، ومنتخب الجامعة للسكواش حصد ذهبية بطولة الجامعات، كما واصلت الجامعة تميزها بفوزها في ملف استضافة وتنظيم بطولة العالم الجامعية للقوة البدنية في دورتها القادمة في عام 2026م //. مؤكداً سموه حرصه بأن تكون الإنجازات حقيقية، ذات أثر، لا تُروى فقط في نشرات الأخبار، أو على صفحات التواصل، بل تلمس وتترجم وتستثمر للمستقبل.

 

وخاطب سمو رئيس جامعة الشارقة الخريجين والخريجات مشيداً بعلمهم ومعرفتهم ومهاراتهم كلٌ في مجاله وتخصصه، واصفاً سموه بأنهم خريجو جامعة الشارقة، التي حرصت منذ تأسيسها على أن تكون منارة علم ومعرفة، تقوم على الرؤية الحكيمة والتوجيهات السديدة لمؤسسها، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

 

ووجه سموه حديثاً للهيئة التدريسية بجامعة الشارقة، قائلاً // اطلعت على سلسلة لقاءاتكم الأخيرة، والتي تفاعلتم من خلالها بشكل جاد وطموح، أثمرت عن مجموعة من المشاريع التي اعتمدت من قبل مجلس الأمناء يوم أمس، وستكون النهج الذي من خلاله تساهمون في استمرار عجلة التطوير في الجامعة، علَّمتم، ووجَّهتم، وأسهمتم في صقل هذه العقول، فشكراً لكم //.

 

وثمن سمو رئيس جامعة الشارقة جهود أولياء الأمور واصفاً بأن لهم النصيب الأوفى من الفخر، نظير دعمهم وصبرهم ومساندتهم والذي شكَّل حجر الأساس في هذه الرحلة، مضيفاً سموه // اليوم ليس فقط يوم تخرج أبناؤكم، بل هو يوم اكتمال فرحتكم //.

 

واختتم سموه كلمته مباركاً للخريجين والخريجات الإنجاز العظيم وهو تخرجهم من الجامعة، معتبراً سموه أنه حصاد أعوام من المثابرة والاجتهاد، وفرحة غامرة لمحبيهم ومعلميهم، وبداية رحلة جديدة وطموحات كبيرة، متمنياً سموه لهم التوفيق ومواصلة كتابة النجاحات.

 

وكان حفل التخريج قد استهل بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، عقبها تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ألقى بعدها الدكتور عصام الدين عجمي مدير جامعة الشارقة، كلمة عبر فيها عن فرحته وفخره موجهاً شكره وتقديره إلى سمو رئيس جامعة الشارقة، لرعايته وتشريفه الحفل لتخريج نخبة جديدة من حملة شهادات الدراسات العليا.

 

وهنأ عجمي الخريجين والخريجات وأُسرهم الكريمة على هذا الإنجاز واصفاً أنه ثمرة جهدهم وإصرارهم، ودعم أسرهم ومساندتهم الدائمة، موجهاً شكره إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مؤسس الجامعة، الذي أرسى دعائم العلم والمعرفة، وجعل من جامعة الشارقة صرحاً شامخاً يحتضن الطموحات ويحتفي بالنجاحات، معبراً عن فخره كونهم يمثلون ثمار هذا المشروع الحضاري النهضوي الكبير.

 

وأكد مدير جامعة الشارقة بأن البرامج المختلفة في الجامعة ليست مجرد مرحلة أكاديمية متقدمة، بل هي رحلة بحث وتفكير ونقد، تُعِدّ أصحابها ليكونوا قادة في مجالات تخصصهم، ومساهمين فاعلين في مسيرة التقدم العلمي والنهضة المجتمعية، واصفاً إياهم بأنهم من يحملون على عاتقهم مسؤولية تطوير المعرفة، وبناء الاقتصاد القائم على الابتكار، وتوجيه السياسات المبنية على الأدلة، والمشاركة في صنع مستقبل أكثر تقدماً واستدامة، مشدداً على ضرورة الربط بين المعرفة الأكاديمية واحتياجات المجتمع، والتركيز على البحث من أجل التأثير والتنمية، مؤكداً على أهمية ربط الجامعة بالمجتمع من خلال تحويل نتائج البحث إلى حلول عملية تسهم في رفاه الإنسان وتنمية الأوطان.

 

وأشار عجمي بأن جامعة الشارقة تضع نصب عينها أن يكون لخريجيها من برامج الدراسات العليا أثرٌ ملموس في المجتمع من خلال تنوع برامجها البحثية وتميّز هيئتها الأكاديمية والإدارية وإمكاناتها الكبيرة وشراكاتها الدولية، داعياً الخريجين والخريجات لتوظيف معرفتهم في معالجة القضايا الملحة، واقتراح السياسات، وتعزيز ثقافة الابتكار، وقيادة فرق العمل في مؤسساتهم، مؤكداً على ثقته الكبيرة بهم، وما يمتلكونه من معرفة عميقة ومنهجية علمية والتزام أخلاقي يجعلهم قادة فكر وروّاد معرفة وحَمَلة رسالة، وقادة التغيير في مختلف القطاعات مثل: التعليم، والاقتصاد، والصحة، والتقنية، والبيئة.

 

واختتم مدير جامعة الشارقة كلمته واعداً بأن تبقى الجامعة خير داعم للطلبة والكوادر التدريسية، وأن تسعى لتوفير البيئة المحفّزة للإبداع والمساهمة، داعياً الخريجين والخريجات إلى مواصلة المسيرة العلمية والمهنية بروح الباحث، وعقل المفكّر، وقلب الإنسان الملتزم بقيم التميز والعطاء.

 

من جانبه ألقى الشيخ الدكتور سالم بن عبدالرحمن القاسمي كلمةً نيابة عن الخريجين والخريجات أكد اعتزازهم وفخرهم بالوقوف على منصة التخرج، محتفلين بنهاية رحلة أكاديمية استثنائية، وبداية مرحلة جديدة من العطاء والمسؤولية، مشيراً إلى أنهم حملوا الحلم، وخاضوا التحديات واليوم يقطفون ثمار الجهد، في جامعة الشارقة منارة العلم والفكر الذي أسسها صاحب السمو حاكم الشارقة، مثمناً الرؤية الملهمة والدعم المستمر من سمو رئيس الجامعة، مشيراً إلى أن سموه يقود مسيرتها نحو التميز العالمي والابتكار المعرفي في كافة التخصصات.

 

وأشاد الشيخ الدكتور سالم بن عبدالرحمن القاسمي بالهيئة الأكاديمية وجهودهم حيث كان لها الأثر العظيم في صناعة الفكر، وتوجيه الطاقة، وصقل المهارات، والتمكين من بلوغ هذا الإنجاز العلمي، موجهاً الشكر والعرفان نيابة عن زملائه الخريجين لهم، قائلاً // لقد علمتمونا أن العلم رسالة، وأن الأخلاق لا تنفصل عن المعرفة، وأن الباحث الحق هو من يسعى للحقيقة، لا للمديح، وهذه دروس سنحملها معنا ما حيينا، فلكم منا الدعاء، ومن القلب العرفان، ومن الذاكرة وفاء لا يغيب //.

 

وأضاف // ليس بعد حق اللَّه تعالى شيء أوجب من حقكم، أنتم أول من آمن بنا، وسهر حين نمنا، ودعا حين تعبنا، وابتسم حين نجحنا، في يوم تخرجنا، تقف الكلمات عاجزة، أمام ما قدمتموه لنا من حب ورعاية، نحتفل اليوم بإنجازنا، لكن الحقيقة، أن هذا الإنجاز هو إنجازكم أولا، أنتم من زرع، ونحن من حصد //.

 

وخاطب الشيخ الدكتور سالم بن عبدالرحمن القاسمي زملاءه الخريجين، قائلاً // العلم مفتاح الدنيا وسبيل الآخرة؛ فمن أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أرادهما معا فعليه بالعلم، طلب العلم أفضل ما حرص عليه الإنسان، وخير ما اجتهد في تحصيله وثابر، بطلب العلم النافع تتقدم المجتمعات، وتبنى الحضارات، وتتحقق الإنجازات، سارعوا الخطى نحو التقدم، واسبقوا غيركم إلى التميز، ليزداد الوطن رقيا بإنجازاتكم، فما نال وطن حظا من الرفعة والعلو، وبلغ منزلة من التقدم والسمو، إلا بسير أبنائه في طريق العلم والمعرفة، فكونوا حاضره ومستقبله، وحصنه وقوته، ودرعه ومنعته //.

 

واختتم الشيخ الدكتور سالم بن عبدالرحمن القاسمي كلمته مستشهداً بوصية صاحب السمو حاكم الشارقة، قائلاً // واصلوا البحث العلمي، فهذه رسالة النبلاء، ومسيرة العلماء //.

 

وتفضل سمو رئيس جامعة الشارقة بتسليم الخريجين والخريجات شهادات تخرجهم مهنئاً إياهم هذا الإنجاز والتفوق، متمنياً لهم التوفيق والسداد في حياتهم المستقبلية وخدمة وطنهم.

 

وتوزع الخريجون والخريجات من طلبة الدراسات العليا على البرامج الأكاديمية لكليات الجامعة المختلفة وهي: كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، وكلية إدارة الأعمال، وكلية الهندسة، وكلية العلوم الصحية، وكلية القانون، وكلية الاتصال، وكلية الطب، وكلية طب الأسنان، وكلية الصيدلة، وكلية العلوم، وكلية الحوسبة المعلوماتية، وكلية السياسات العامة، حيث بلغ عدد خريجي درجة الدكتوراه 119 خريجاً وخريجة، وفي درجة الماجستير 302 خريجاً وخريجة، و16 خريجاً وخريجة في برنامج دبلوم الدراسات العليا.

 

حضر حفل التخريج كل من: الشيخ عبدالرحمن بن سالم القاسمي، والشيخ صقر بن سعود بن راشد المعلا رئيس دائرة الحكومة الذكية في إمارة أم القيوين، والشيخ حميد بن سعود بن راشد المعلا رئيس مكتب سمو حاكم أم القيوين، وعدد من كبار المسؤولين وأعضاء مجلس أمناء جامعة الشارقة وجمع من أولياء أمور الخريجين والخريجات.