جان بيير لافون.. من ضابط مشاة في الجيش الفرنسي إلى مصوّر يروي أسرار أمريكا

تحميل الموارد
كشف مغامراته في شوارع نيويورك بـ"اكسبوجر 2024"

أكد المصور الصحفي الشهير "جان بيير لافون"، أن المصور الصحفي يجب أن يكون لديه حس تجاه ما يقوم به، وأن يرسم الشئ الذي يفكر فيه بمخيلته، بحيث يمتلك العقلية لاستشراف للنتيجة التي يريد الحصول عليها من صوره". 

جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان: "جنة المصورين: توثيق أمريكا المضطربة" ضمن فعاليات النسخة الثامنة من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر" الذي يستمر حتى 5 مارس الجاري في اكسبو الشارقة.

وقال "لافون": "اعتدت أن أضع في عقلي تفاصيل كل قصة أرغب في تصويرها؛ ولم أكتفِ بذلك فقط بل أرى ما أصوّر ولا أكتفي بالتصوير فحسب، وإنما أُعطي لنفسي الوقت الكافي لاستشراف إطار معين وأحدد مدى دقته عند التصوير".

بداية رحلة التصوير

وتحدث جان بيير لافون عن حياته الشخصية قائلاً: "ولدت في الجزائر العاصمة ونشأت في المغرب ومع بداية الحرب العالمية الثانية، وكانت لغتي الأولى هي العربية ومازلت أتحدث باللهجة المغربية بجانب اللغة الفرنسية، وشاركت في الجيش الفرنسي كضابط مشاة وكان تحت إمرتي 50 شخصاً". 

وأضاف: "كنت أقوم بعملية استطلاع ومعي مصور اسمه هانز هاس، كان يصوّر سمك القرش تحت الماء في البحر الأحمر، ومن حينها قررت أن أكون مصوراً رغم أن والديّ أصرّا على أن أكون مثل بقية أفراد العائلة، لكن حينما أخبرت جدّي برغبتي، قال لي: "أنت لديك فكرة رائعة، لأننا نعرف جانباً واحداً من العالم، لكنك ستعرف العالم كله بهذه المهنة".

وتابع: "اتجهت لدراسة التصوير، واخترت مدرسة التصوير في سويسرا وبقيت هناك 3 سنوات، وبالرغم من عملي مساعداً لمصور شهير في باريس يصوّر نجوم السينما، إلا أنني قررت أن أكون مصوراً صحفياً؛ فقد كنت أتابع مارتن لوثر كينج وتأثرت به، إلى أن وصلت إلى الولايات المتحدة في عام 1964 وبدأت لمدة ثلاثة عقود في توثيق أمة كانت تمر بمرحلة مراهقة مضطربة".

مغامرات في شوارع نيويورك

وتضمنت الجلسة الحوارية للافون الحديث عن تجربته في  نيويورك، التي وصلها بالمصادفة، بعدما حاول العمل في أوروبا ولم يستطع، موضحاً: "أخبرني أحد أصدقائي بأنه سيتوجه إلى نيويورك إذ يعمل مراسلاً صحفياً وعرض عليّ تقاسم الشقة وإنشاء وكالة صغيرة سوياً، فقررت بيع سيارتي وكاميرتي ووصلنا إلى الولايات المتحدة". 

وأضاف: "كان صديقي يؤدي عمله وكنت أتواجد وحيداً في الشقة وليس لدي إقامة، لذلك كان عليّ أن أجد عملا وعملت في الغرفة المظلمة الخاصة بالتصوير، وبقيت أعمل ليلاً ونهاراً وألتقط صوراً للمشاهير، حتى حصلت على "البطاقة الخضراء"، ووجدت عملاً صحفياً بسرعة". 

وتطرق لافون إلى الأحداث الصعبة التي شهدتها اميركا خلال  الستينيات والسبعينيات وبحلول الثمانينيات، كان الأمريكيون مستعدين لبداية جديدة وأعلن خلالها الرئيس ريغان أن أمريكا ستكون مدينة مشرقة على تل".

وتطرق للحديث عن عمله الصحفي قائلاً: "حين كنت في نيويورك تايمز قالوا لي إن هناك عصابة تسيطر على إحدى المناطق وتحمي أطفالاً صغاراً يرتكبون جرائم، فتوجهت لهم وقلت لهم: أنا مصور وقضيت معهم 3 أيام وكان هذا التصرف يحمل قدراً كبيراً من المخاطرة، لأنه من الخطورة لرجل أبيض أن يتواجد وسط أناس عرفت بعد ذلك أنهم من بورتوريكو ويتحدثون الإسبانية ولا يعرفون الإنجليزية". 

وقال: "التقطت مشاهد حقيقية للقتال الذي تقوم به العصابات، ورصدت بالصور الفقر المدقع لمدينة بروكلين، والتقطت صوراً للنفايات المنتشرة ولم أكن أتصور أن أجد كل تلك الأزمات في أميركا".

جنة التصوير

وأكد جان بيير لافون، أنه حينما يذهب المصوّر إلى نيويورك فإنه يستمتع بالتصوير ويعتبرها "الجنة"؛ فلا أحد يزعجه، فقد كنت حيث أرغب في التقاط صورة أخبر الشخص بقصتي ويسمح لي دون مشاكل.

وأوضح أنه كان يحرص على أن يجد قصته بنفسه، وأن يراها في البداية بعينيه قبل عدسة كاميرته، حتى يلتقط المشاهد بصورة مختلفة ذات رؤية مميزة.

شارك الصفحة

أخبار أخرى