أكد المصور العالمي ريتشارد لو مانز أن "فن التصوير الضوئي في عصرنا الحالي يجب أن يدمج بالفلسفة، وأن يتجاوز مفهوم التصوير الجمالي والسطحي"، جاء ذلك خلال جلسة "لا ترضى بمجرد صورة" التي عقدت مساء أمس الأحد في ختام فعاليات المهرجان الدولي للتصوير "إكسبوجر
وتحدث ريتشارد لو مانز عن أهمية وجود قضية يحملها المصور على عاتقه بكل جدية ومسؤولية، وأن يتبناها بشكل كامل وينقلها للمجتمعات، وقال "نقل القضايا البيئية والمجتمعية مسؤولية المصور الأولى، فالصورة التي لا تحمل قضية صورة ناقصة ".
وأشار ريتشارد لو مانز إلى أنه بدأ مهنة التصوير كهاوٍ والتقط مئات الصور، وكان يعلقها على جدار كبير في منزله، وفي عام 2013 أدرك بأن جميع الصور التي التقطها سطحية ولا تحمل فكرة.
وتابع لو مانز: "ساعدتني زوجتي على المغامرة والاكتشاف، وأصبحنا نسافر معاً إلى دول بعيدة للكشف عن القضايا الإنسانية ونقلها للعالم، وكانت أول قضية مهمة تبنيتها في حياتي، هي الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها نيبال في عام 2013".
وقال لو مانز: "ضرب زلزال كبير نيبال وقمت بتوثيق الأضرار التي تسبب بها والأثار التي تركها على المجتمع المحلي، ثم عرضت الصور في معرض وقمت باستثمار ربحه لإعادة بناء المدارس التي هدمت بسبب الزلزال".
ووجد ريتشارد لو مانز أن قضيته رابحة، وعبّر عن مدى فخره بالإنجاز الذي قام به، مشيراً إلى أنه تجاوز مرحلة التصوير السطحي –على حد تعبيره- في ذلك الوقت، وبدأ بالبحث عن أفكار مختلفة.
ونصح لو مانز الراغبين في احتراف مهنة التصوير بالسفر وخوض تجارب الجديدة، لافتاً إلى أن هذه الأمور تفتح للمصور آفاقا واسعة وتضعه على طرق جديدة.
وكشف لو مانز أنه استعان بعد تلك المرحلة من تجربته بأدوات حديدية لتصوير مشروع يدعم الحفاظ على البيئة من خلال استثمار الطاقة الحركية، وبالرغم من أن خلق الفكرة والاستعانة بأدوات مختلفة كالأسلاك والزنبرك والصمامات والأتراس الصغيرة كان صعبا للغاية إلا أن لو مانز نجح في تكوين والتقاط صور لمعرضه.
وتحدث لو مانز حول خوضه لتجربة التصوير انطلاقاً من أفكار عميقة وفلسفية، مشيراً إلى أنه يبدأ العمل بطرح عدة أسئلة على نفسه منها "ما الفكرة التي أريدها أن تصل للجمهور؟ من أنا؟ ولأي فئة أوجهها؟ وما النتيجة؟".
وقال ريتشارد لو مانز: "لابد من إضافة الأفكار والمعتقدات الذاتية للصورة حتى نخرج بنتيجة مذهلة، كما أنه لابد من مراقبة مشاعر الناس لدى رؤيتهم الصور المعروضة، ولا يهم إن كانت إيجابية أم سلبية، ولكن المهم أن تؤثر بهم".
وأضاف لو مانز " أنا لا أضع عنوانا البتة لأي من أعمالي الفوتوغرافية، أحب أن يضع المشاهد العنوان المناسب للصورة، وأن يشعر بالحرية لفهم ما يريد أن يستنتج منها، ليس بالضرورة أن يصل إلى ذات النتيجة التي توصلت إليها أنا".