"خلف كل صورة توجد حياة أخرى، وأحلاماً وطموحات يحملها أصحابها، خلال رحلتهم في البحث عن مكان آمن لهم "، بهذا التعبير وصف المصور الفلسطيني محمد محيسن، أهمية الصورة وما تقوم به من توثيق للوقائع. وقال محيسن خلال تقديمه لجلسة ملهمة حملت عنوان "رحلتي"، عقدت ضمن فعاليات النسخة الخامسة من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر" في إكسبو الشارقة: "توثيق الحدث هو الذي يجعلنا ندرك بأنه وقع على أرض الواقع فعلاً".
خلال الجلسة، سرد محمد محيسن بعضاً من تفاصيل رحلته مع التصوير التي تزيد في مدتها عن 20 عاماً، حيث قال: "إن بداية شغفه في التصوير كان عند حصولي على ذلك الصندوق الأسود السحري الذي كانت تمتلكه جدته. منذ تلك اللحظة أحببت التصوير وعشقته، وأصبح لدي شغف كبير بالطبيعة وبألوانها ولطالما كنت أرغب في أن ألون العالم أيضاً".
وأكد محيسن الذي درس الإعلام والصحافة، إيمانه بأهمية التصوير وتأثيره. وقال: "في عام 2002 بدأت العمل مع وكالة اسوشيتد برس، وغطيت الكثير من الأحداث التي شهدتها الأراضي الفلسطينية، ومناطق النزاعات في العالم، كما غطيت أيضاً الغزو الأمريكي للعراق، آنذاك كنت شاباً، ورغم أنني ذهبت إلى معظم مناطق النزاع، إلا أن خبرتي في العراق قد غيرتني كثيراً، حيث أدركت بأن كل ما تعلمته في السابق، لم يكن شيئاً له قيمة بالنظر إلى ما شهدته في العراق، حيث التقطت الكثير من الصور كادت أن تكلفني حياتي".
جولات محيسن في اليمن التي تعرض فيها للطعن، وأفغانستان وسوريا ومصر وغيرها من الدول جعلته يلتفت إلى الأطفال. وقال: "بدأت التركيز على الأطفال، لإيماني بأنهم الضحايا الحقيقيون للنزاع، رغم أنهم يرغبون بالمرح والسعادة"، مبيناً إنه سعى دائماً من خلال عمله وصوره إلى رفع مستوى الوعي بأوضاع الأطفال لا سيما الذين يتواجدون في مخيمات اللجوء.
وتابع: "خلف الصور يوجد أشخاص لديهم أحلام وحياة ومنازل اضطروا إلى تركها بحثاً عن أماكن أخرى يجدون فيها الأمان والدفء"، مضيفاً: "خلال رحلتي لم أنس يوماً الأطفال الذين التقطت صورهم، ورأيتهم يكبرون أمام عدستي، لذلك أصبحت أدرك بأن المصور هو الجسر والمرسال بين هؤلاء الأطفال والعالم أجمع".
محيسن، الذي يجتهد عبر التصوير في التعريف بمعاناة اللاجئين، استعرض خلال حديثه، العديد من صور الأطفال الذين لا يزال على صلة معهم مثل زهرة محمود ومنار وغيرهم الكثير، وقال: "صور هؤلاء الأطفال ترافقني أينما ذهبت، وأقدمهم دائماً في أي معرض أقيمه، حيث أهدف إلى تعريف العالم بحكايتهم، وبقصص كل ضحايا الحروب".
وواصل: "ما لقيته من تفاعل الناس مع صور هؤلاء الأطفال، دعاني إلى تخصيص حياتي لمساعدة هؤلاء الأطفال، ولذلك عملنا على إنشاء مؤسسة (لاجئين كل يوم)، والهادفة إلى تمكين اللاجئين ومساعدتهم ودعمهم"، موضحاً أن المؤسسة نجحت من خلال التصوير على مساعدة الآلاف من الناس، الذين يتواجدون في مخيمات اللجوء حول العالم. وأشار محيسن إلى أن التكنولوجيا والرقمنة قد ساهمت في تمكينه من فعل ذلك. وقال: "نحن نعيش في عصر يمكننا تقديم الحدث في طرفة عين.